متابعة لمجموعة من القضايا ذات الصلة بالتعليم باقليم الخميسات، جالس موقع “سكود بريس” بمقر المديرية مدير الاقليمي في لقاء مفتوح تم خلاله التطرق لمجموعة من القضايا التي كانت ولا زالت تشغل الرأي العام الاقليمي.
وأولى النقط التي تم مناقشتها هي الدخول المدرسي والضغط الذي تعيشه بعض المؤسسات بسبب طلب الانتقالات أو المغادرة. حيث أكد المدير الاقليمي أن العملية برمتها تقوم على استراتيجية تم الاشتغال عليها مسبقا، لذلك فالاهتمام بهذه الانتقالات والاشتغال عليها قد يحدث فوضى خاصة وأننا في بداية السنة الدراسية، فالواجب يوضح المدير أن يتفهم أولياء أمور التلاميذ هذا الضغط وينتظروا حتى تستقر الأمور وينطلق الموسم الدراسي حينها يمكن معرفة الوضع الحقيقي للأقسام والمؤسسات وبالتالي امكانية الانتقال من عدمه.
وبخصوص الاكتظاظ ببعض المؤسسات التعليمية بالاقليم،أوضح المدير الاقليمي للتربية والتعليم أنه سبق وأوضح هذا في كثير من المناسبات،حينما قال أن السقف لا يمكن أن يتجاوز 44 تلميذ في القسم الواحد، وهذا أمر مؤقت لأن المديرية تشتغل على برنامج خاص سيتم من خلاله اعادة توزيع بعض الأقسام داخل حجر أخرى جديدة خاصة وأن هناك فائض في الموارد البشرية بشكل سيساعد على حصر العدد النهائي في 33 تلميذ داخل الحجرة الواحدة.
ويرجع المدير الاقليمي سبب هذا الاكتظاظ الى عدم التزام أولياء أمور التلاميذ بالمدة الزمنية التي أعطتها الوزارة قصد تسجيل أبنائهم في نهاية السنة الدراسية الماضية خاصة في المستويات الأولى من التعليم الأساسي،وهو ما خلط أوراق المديرية التي كانت قد برمجت الأقسام حسب العدد الاجمالي النهائي مباشرة بعد انتهاء المدة الزمنية التي أعطتها الوزارة الوصية لتسجيل التلاميذ الجدد.ولكن رغم هذا يضيف المدير الاقليمي “نحن نعمل جاهدين لتجاوز هذا الأمر من خلال توسيع بنيات بعض المؤسسات وتشييد أقسام أخرى ستخفف من ضغط الاكتظاظ حتى تتم العملية التعليمية التعلمية في أحسن الظروف.
وتعد المديرية الاقليمية للتربية والتكوين بالخميسات الأولى بالجهة التي استطاعت أن تبرمج مجموعة من المشاريع البنيوية منذ 2016 التي تضمن موسم دراسي متميز، أرقام كبيرة تتجاوز 4 ملايير و 500 مليون لا يمكن إلا أن تعبر عن رؤية ثاقبة للساهرين على الشأن التعليمي بالاقليم،على سبيل المثال لا الحصل هناك مشاريع مستقبلية ستجعل من بعض الجماعات مراكز للمدارس الجماعاتية النموذجية التي ستحد من ظاهرة انتشار الفرعيات في هوامش المراكز القروية وبالتالي ستضمن للتلميذ جودة في التعليم واستقرار نفسي يساعده على التركيز والعطاء وأعطى المدير الاقليمي كمثال على هذا مشروع بناء مدرسة جماعاتية بجماعة عين الجوهرة بالاضافة الى بناء الثانوية الاعدادية لعين الجوهرة وداخلية بنفس الجماعة ليتم بذلك القطع مع الهدر المدرسي الذي يهدد الكثير من أبناء المنطقة.
بالاضافة الى ذلك، هناك مشاريع أخرى سيتم الافصاح عنها في المستقبل يضيف المدير الاقليمي تهم البنيات المدرسية سواء بخلق مؤسسات أخرى أو اصلاح البعض منها أو تشييد أقسام إضافية داخل بعض المؤسسات التعليمية بالاقليم، وهذا بالطبع نابع من قناعاتنا وتصورنا للعملية برمتها.
وبالشق التربوي يقول المدير الاقليمي للخميسات:” الكل يعمل في تناغم تام، وهذا يدل على نضج هذه الفئة من المجتمع واقتناعها الكبير بدورها الطبيعي في ترسيخ القيم النبيلة وتعليم الناشئة التعليم الصحيح القائم على المبادئ الراسخة للتربية والتعليم، وبهذه المناسبة أحيي كل نساء ورجال التعليم بهذا الاقليم واعتبرهم دعامتي الأساسية التي اعتز بها وركيزة مهمة اعتدت الاعتماد عليها في مواقف كثيرة” لكن” هذا لا يعني أنه لا يوجد هناك مشاكل، بل من الطبيعي بروز بعض العلامات التي تنم عن سوء فهم لعملية التربية ويمكن أن نقول أنها تدخل في نطاق الصراع اليومي العادي الناجم أحيانا عن الضغط ،ونحن من جهتنا نقوم بدورنا بما يسمح به القانون لارجاع الأمور الى حالتها الأولى أو التدخل لانقاذ بعض المؤسسات من سوء التدبير والفوضى”.
ويبشر المدير الاقليمي ساكنة الاقليم أن المديرية تبنت والأولى على الصعيد الوطني تغيير المسالك الدولية ابتداء من السنة السابعة للتعليم الأساسي، حيث سيصبح التلميذ ملزما بتعلم المواد العلمية باللغة الفرنسية (الرياضيات، الفيزياء، العلوم الطبيعية) وهذا بالطبع يوضح المدير سيساعده على اكتساب أبجديات اللغة الفرنسية رغم أن البعض يريى عكس هذا. وسنعمل من خلال برامج أخرى على دعم العملية حتى يستأنس بها التلاميذ والأساتذة على حد سواء.
وحول سؤال عن جودة الخدمة للأساتذة المتعاقدين ، قال المدير الاقليمي:” بالعكس أرى أنهم قيمة مضافة للعملية التعليمية التعلمية، يعملون بحماس قل نظيره وعطاء متميز والتزام ملحوظ وبسلوك راق. فلم يسبق أن زرت أستاذ متعاقد دون أن ألاحظ التزام كبير وحماس أكبر ، وهذا لم يأت من فراغ ، فهؤلاء هم في غالبيتهم سبق أن اشتغلوا في مؤسسات للتعليم الخصوصي أو في مجال الدعم والتقوية، بمعنى أنهم يمارسون المهنة بشكل مستمر وراق، والنتائج التي وصلتنا لحد الساعة عنهم جد مشجعة وتجعلنا نطمئن أكثر”.
وحول الفوضى وترويج مخدر القرقوبي ببعض أبواب المؤسسات التعليمية بالاقليم قال المدير الاقليمي:” هناك داخل كل مؤسسة تعليمية بالاقليم مصلحة تسمى الحياة المدرسية مهمتها تخليق الحياة المدرسية ومراقبة التلاميذ داخل المؤسسة والحرص على سلامة التلاميذ والأساتذة على حد سواء، ولم نسجل لحد الآن انفلات داخل أي مؤسسة وصل الى تهديد السير العادي وعرقلة العملية التعليمية، هناك بعض المشاكل العادية التي يتم التغلب عليها داخل المؤسسة وبتعاون بعض المتدخلين، هذا وقد قمنا في كثير من المرات بحملات مهمة داخل المؤسسات بشراكة مع رجال الأمن ، كان الهدف منها هو خلق الاستقرار والأمن ونبذ الفوضى في صفوف التلاميذ، كما أن هناك دوريات مستمرة لرجال الأمن تراقب أبواب المؤسسات خاصة الثانوية منها وتتابع عن كثب ما يجري بل تتدخل في حالات كثيرة للحد من بعض السلوكات المشينة لبعض التلاميذ حيال تلميذات أو تلاميذ من نفس المؤسسة، والحمد لله ليس لدينا نقط سوداء بالمؤسسات التعليمية داخل الاقليم”.
وآخر نقطة تم طرحها هي “صورة المحفظة التي كتب عليها عمالة الخميسات ، المبادرة الوطنية للتنمية البشرية” واللغط الكبير الذي واكب ذلك، حيث قال المدير الاقليمي:” بمجرد أن لاحظت صورة المحفظة التي تم تداولها على نطاق واسع على مواقع التواصل الاجتماعي، قررت أن أوضح بعض الأمور لتنوير الرأي العام الوطني رفعا للبس ومن باب مسؤوليتي كمدير اقليمي للتربية والتعليم، حيث قلت أنه ليس هناك تمييز داخل المدرسة الواحدة كما يتم تداوله، بل استفاد كل التلاميذ على حد سواء بنفس المؤسسة وحتى داخل مؤسسات أخرى ، فلا فرق بين هذا أو ذاك، فعملية مليون محفظة تم تنفيذها وفق الجدول الزمني الذي تم الاتفاق عليه، ولم نسجل أية ملاحظات من أي كان سواء من قبل المديرين أو آباء وأولياء التلاميذ بخصوص توزيع الحقائب . وهذا أمر جد مهم ساعد على نجاح انطلاق الموسم الدراسي بشكل عادي ومتميز”.
انفتاح المديرية الاقليمية على محيطها الاقليمي هو دليل كاف على أن هناك رغبة أكيدة في التغيير والاجتهاد ،الغرض منها هو خلق النواة الأولى لانطلاق سياسة تعليمية راقية ومتطورة تراعي خصوصيات كل منطقة على حدة.
حاواره : عبد السلام اسريفي بمعية رشيد غيثان