بعد عودته إلى منظمة الاتحاد الإفريقي، يترقَّب المغرب البت في طلبه للانضمام إلى المجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا (إكواس)، الذي سيتم خلال أسابيع في القمة الـ52 لزعماء الدول الأعضاء في المجموعة، المقررة بطوغو، في ديسمبر.
مع اقتراب الموعد، تزداد الأسئلة حدّة، بخصوص تخّلي المغرب عن عملته الدرهم لصالح عملة موحّدة مرتقبة لـ”إكواس”، خصوصاً أن مارسيل دي سوزا، رئيس المجموعة الاقتصادية لغرب إفريقيا، أكد أنه “عندما ينفتح التجمع على دول أخرى، فإن هاته الأخيرة ستعتمد العملة الموحدة التي سيتبناها التجمع”، مشدداً على أن “المغرب مستعد للتخلي عن الدرهم لصالح عملة واحدة لدول غرب إفريقيا”.
كما أكد الأستاذ الباحث بالمعهد الوطني للإحصاء والاقتصاد التطبيقي، أن “كل المقاولات المغربية التي تعمل الآن في غرب إفريقيا، يمكنها أن تعمل هناك أو هنا بنفس المنهاج، وبنفس المعطيات، وبنفس العملة، ما يعني أنه ستكون لها فاعلية أكبر بكثير”.
في هذا الاتجاه، شدد، الباحث في المالية الدولية، على أن ما يهم المغرب اليوم، هو “سوق غرب إفريقيا المهمة والكبيرة جدا، التي ستسهم في زيادة الطلب الخارجي، وبالتالي انتعاش الصادرات وزيادة حجم الاستثمارات الداخلية، التي سيكون لها تأثير على سوق الشغل وانتعاش الاقتصاد الوطني”.
ما يعني أن انضمام الرباط إلى المجموعة، قد يضمن له “تعاوناً اقتصاديا عبر عقد شراكات واتفاقيات وتفعيل أخرى، من أجل تحقيق هدف تكامل اقتصاديات دول غرب إفريقيا”، يردف الباحث في المالية الدولية.
تصدير أزمة المجموعة
لكن كل هذا لا يعني أن المغرب سيسلم من مخاطر قد تهدد اقتصاده الوطني، إذ أكد عبدالحق بوزيان، الباحث في المالية الدولية، أن “انضمام دولة إلى تكتل قد يضمّ دولاً غير مستقرة اقتصادياً”، موضحاً أنه إذا “كانت إحدى دول المجموعة الاقتصادية لغرب إفريقيا تعيش أزمة اقتصادية، فحتماً ستصدّرها إلى باقي الدول الأعضاء، أو على الأقل إلى واحدة منها”.
كما أبرز، الأستاذ الباحث بالمعهد الوطني للإحصاء والاقتصاد التطبيقي بالرباط، أن المغرب “سيفقد أحد وسائل سياسته الاقتصادية؛ وهي سياسته النقدية، إذ لا يمكنه أن يحدّد سعر الفائدة، كما لن يتمكن من أن يحافظ أو يدافع عن مستوى التضخم، لأنه سيكون هناك بنك مركزي مشترك”.
ردود فعل متباينة
بالرغم من أن الموضوع اتخذ صبغة اقتصادية وتقنية، فإن التصريحات التي استقتها “هاف بوست عربي”، عكست ردود فعل متباينة للمغاربة، بخصوص موضوع توحيد العملة هذا.
لا يتقبل (يرفض الكشف عن اسمه كاملاً)، الذي يعمل في التجارة، وجود عملة موحدة بين المغرب ودول المجموعة الاقتصادية لغرب إفريقيا.
وتساءل: “إذا كانت أوروبا لم تنجح بعملتها الموحدة اليورو، فهل يمكن أن تنجح إفريقيا بعملة موحدة؟” مضيفاً أن “هذا المشروع الاقتصادي فاشل”.
هذا الرأي يوافقه محمد (طالب شعبة الاقتصاد بالدار البيضاء) بشكل أو بآخر، عندما قال إنه “يجب عمل دراسة عميقة لمعرفة ما الذي سيربحه المغرب من الانضمام إلى المجموعة الاقتصادية لغرب إفريقيا، خاصة أن بعض الدول الإفريقية لا تمتلك قراراتها”.
لكن بالنسبة لعزالدين (موظف)، فيعتبر أن المسألة إيجابية “إذا كانت هناك رؤية واضحة، باعتبار المغرب يريد أن يعزز من استراتيجيته داخل غرب إفريقيا”.