الرباط – قال الأمين العام لجبهة القوى الديمقراطية مصطفى بنعلي، جدية وصواب توجه المغرب في تنويع شراكاته، في ظل التحولات الجيوسياسية، التي يعيشها عالم اليوم، بما يجعل منه قوة مؤثرة في العلاقات الدولية، معتبرا قرار مجلس الأمن الأخير حول فضية الوحدة الترابية للمملكة، التي يضعها الحزب في طليعة أولوياته، قرارا إيجابيا، في قراءته السياسية، بالنظر أنه قرار دخل بالعالم إلى القطبية الثنائية.
وأضاف بنعلي، في عرضه للتقرير السياسي، بمناسبة انعقاد الدورة الثانية للمجلس الوطني للجبهة، يومه السبت 28 يوليوز 2018، تحت شعار: عمل سياسي جاد لبناء نموذج تنموي قادر على ضمان الكرامة لجميع المغاربةٌ، أن إيجابية قرار مجلس الأمن، تستنتج من خلال الصرامة في تحميل كل الأطراف مسؤوليتها، في إيجاد حل سياسي للملف، وتأكيده على جدية المقترح المغربي المتعلق بالحكم الذاتي.
وفي السياق ذاته، اعتبر بنعلي، أن في تجديد ولاية المينورسو ل6أشهر فقط، إشارة على أن القوى الأساسية في المنتظم الدولي، فهمت سيناريوهات المعاكسة، واستوعبت بأن لم يعد هناك مجال، لاستمرار مسلسل العبث، الذي اعتاد عليه خصوم المغرب لإطالة أمد النزاع المفتعل، هذرا للزمن والإمكانات واسترزاقا للمساعدات.
وبخصوص ملف تجديد اتفاق الصيد بين المغرب والاتحاد الأوروبي، شدد الأخ بنعلي على أن الجبهة طالبت بأن يكون المغرب محاورا سياديا، يتحرر من هاجس المساومة، وأن يكون أكثر ضغطا، لانتزاع مكاسب أساسية، خاصة في ظل توفره على أوراق ضاغطة كملف الهجرة والأمن، وتداعي أزمة الاتحاد الأوروبي غداة انسحاب بريطانيا.
وخلص بنعلي إلى الترابط العضوي للنضال من أجل قضية وحدتنا الترابية وملف الصيد البحري، بالنضال الديمقراطي، الهادف لتوفير الكرامة للوطن والمواطن، معتبرا الوضع العام للبلاد اليوم، هو نتاج لسياسة حكومية حالية، يمثل الإبهام عنوانها الكبير، بما هي مجرد امتداد لسابقتها، خاصة وان هاجسها للسنوات الثلاث المقبلة هو تحقيق التوازنات الماكرواقتصادية، وما لذلك من تبعات مقلقة على الملفات والقضايا الاجتماعية.
وذكر بنعلي بنتائج مبادرة الحزب بإطلاق جلسات حوار وطني حول مشروع النموذج التنموي البديل، معتبرا النجاح السياسي للمبادرة حافزا لاستمراره وضمان مواصلته مع الفرقاء، مشددا في الوقت ذاته، على أنه حان الوقت بضرورة طرح النقاش العمومي حول إصلاح المنظومة الانتخابية، في اتجاه نظام انتخابي يعكس تعددية المجتمع المغربي، طالما ان عادة طرحه مع اقتراب الاستحقاقات، لم يجد الدولة والمؤسسات والمجتمع في شيء.
وقد أعقب العرض السياسي نقاش جاد وهادف، ثمن جودته وملامسته للقضايا الكبرى التي تشغل بال المغاربة، نقاش راهن على تحدي أزمة الثقة، في المؤسسات، جعل جميع مناطق المملكة تتكلم لغة واحدة من خلال الحضور القوي لأعضاء المجس الوطني من مختلف ربوع البلاد، وحضور ممثلي الجالية بالخارج، وبما يجعل من الجبهة حزبا وفضاء للانفتاح الفكري والتنظيمي، من أجل أفق أفضل.
يذكر أن دورة المجلس الوطني المنعقدة تحت اسم فقيد الجبهة المرحوم إدريس القسمي تكريما وعرفانا لروحه، باعتباره نموذج أخلاق المناضل الجبهوي، قد صادقت بالإجماع على التقرير السياسي للدورة.