يوسف أبوالعدل / المغرب
لا يمكن أن نصنف الاعتداء الذي تعرض له بعض من جماهير الكوكب المراكشي على يد محسوبين من أنصار أولمبيك أسفي، ليلة (الثلاثاء) الماضي، سوى في خانة “إرهاب” كروي يجب معاقبة منفذيه، لكونه كان مع سبق الإصرار والترصد واستعملت فيه أساليب العنف والتنقيص من شرف مناصرين وتجريد ملابسهم أيضا في صورة هزت الجمهور المغربي بمختلف أطيافه.
“الفيديو” المسرب لمحسوبين على جماهير أولمبيك أسفي، لا يمكن لنا إلا أن نندد مضمونه بمختلف انتماءاتنا الكروية، فإن كانت الرياضة تصل بالعاشق الولهان لهذا المستوى فمن الأفضل قراءة الفاتحة عليها وعلى جمهور يظن أنه يعشق فريقه ومدينته إلى حد الجنون، أكثر و”أحمق”من أي مناصر آخر في هذا الوطن الذي يضمنا جميعا.
الجميع يتحمل مسؤولية في ما وقع في أسفي من دولة ومجتمع وأسرة وإعلام أيضا، كل هذا منحنا “شعبا” عنفواني لدرجة يجرد “أخوه” من ملابسه وينقص من شرفه ويعتدي عليه بكاميرات مشغلة، ضاربا عرض الحائط مبدأ الدين والوطنية والروح الرياضية أيضا.
ما أعاينه بشكل يومي عبر مواقع التواصل الاجتماعي من تطاحنات واستفزازت و”سبان” بين مناصري الأندية الوطنية، يجعلني أتخوف من مستقبل الرياضة وكرة القدم في هاته البلاد والجماهير العاشقة للـ”الجلدة المعلونة”، فيوم بعد آخر يتأكد بالملموس أننا لم نصل بعض للاحتراف الذي نرغب فيه جميعا، الذي لا يمس اللاعب فقط، بل المسير والمدرب والجمهور أيضا، هذا الأخير الذي يظل الحلقة الأصعب في هاته المنظومة.
حينما نشعر أننا كلنا مغاربة من طنجة إلى لكويرة، ولا تفرقة بين الدكالي، والعبدي، والحريزي، والأمازيغي، والفاسي والريفي والبهجاوي، وأن التنافس الكروي هو خصمنا في إطار الروح الرياضية، فعنذ ذاك يمكننا أن نبني مغربا رياضيا قويا، أما ما نعاينه الآن بين الفينة والأخرى فينذرنا بـ”كارثة” قادمة لا محالة، إن لم نصلح عاجلا بعضا من مواطني هذا المجتمع الذي يعتبر كرهنا أمام أبينا فردا منا وإلينا وإخوان لنا في هذا الوطن الذين يضمنا جميعا.