هبة محمد وإسماعيل جمال . دمشق ـ إسطنبول
خرج الرئيس التركي رجب طيب أردوغان عن صمته إزاء الهجوم المتواصل على إدلب شمال غربي سوريا، وهاجم روسيا بشكل غير مسبوق، متهماً إياها بعدم الالتزام بتفاهمات سوتشي وأستانة الذي اعتبره في حكم المنتهي، وهدد بأن بلاده سوف تقوم «بما يتوجب عليها القيام به» إذا لم تتوقف الغارات على إدلب. وجاء كلامه في تصريحات صحافية على متن الطائرة التي عاد على متنها من جولته الأفريقية إلى أنقرة.
تلاسن أمريكي صيني في مجلس الأمن أثناء جلسة حول سوريا
وأضاف «في الوقت الحالي لم يتبق شيء اسمه مسار أستانة، علينا نحن تركيا وروسيا وإيران إحياؤه مجدداً».
ميدانياً سيطرت قوات النظام والميليشيات المساندة لها، على مدينة معرة النعمان شمال غربي سوريا، بعد انتزاعها السيطرة على نحو 29 بلدة وقرية مجاورة خلال الأسبوع الجاري. وقال الدفاع المدني السوري، إن حصيلة ضحايا أمس ارتفعت الى 9 مدنيين، بينهم متطوع بالدفاع المدني وأصيب 12 آخرون بينهم طفل بقصف جوي على ريف إدلب الجنوبي والشرقي.
ووثقت فرق الدفاع المدني استهداف 24 منطقة بنحو 22 غارة جوية 9 منها بفعل الطيران الحربي الروسي و 16 برميلاً متفجراً، بالإضافة إلى 290 صاروخاً.
من جهته قال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن تقدماً جديداً حققته قوات النظام بإسناد جوي وبري مكثف، شمال مدينة معرة النعمان، ضمن المنطقة الواصلة إلى بلدة سراقب.
وشهد مجلس الأمن الدولي، أمس الأربعاء، تلاسنا حادا بين مندوبي الصين والولايات المتحدة، بشأن المسؤولية عن تدهور الأوضاع الإنسانية شمال غربي سوريا، وكافة أرجاء البلاد.
واتهمت السفيرة شيري نورمان شاليه، نائبة المندوب الأمريكي، خلال جلسة منعقدة حاليا حول الأزمة الإنسانية في سوريا، في المقر الدائم للمنظمة في نيويورك، الصين وروسيا بإعاقة وصول المساعدات الإنسانية إلى المدنيين.
وقالت شاليه في إفادتها أمام أعضاء المجلس: «تقوم روسيا والصين بإعاقة وصول المساعدات الإنسانية إلى المحتاجين في جميع أنحاء سوريا، لأكثر من 8 سنوات». وتابعت: «وبعد أن تبعتها الصين بشكل أعمى، صعدت روسيا حملتها لتقييد وصول المساعدات الإنسانية في سوريا، من خلال جهد مسيّس لتقويض القرار الخاص بإيصال المساعدات العابرة للحدود، في 10 يناير الجاري».
من جهته، وفي مداخلته أمام أعضاء المجلس، رفض بشدة المندوب الصيني الدائم لدى الأمم المتحدة، السفير تشانغ جيون، اتهامات شاليه بأن بكين «تتبع روسيا بشكل أعمى».
وخاطب نائبة السفير الأمريكي قائلا «لا يمكن للولايات المتحدة كيل الاتهامات لنا، فنحن ليس لدينا جندي واحد في سوريا، ولم نحتل آبار النفط، ولم نضرب ذلك البلد».
وأردف أن «توجيه الاتهامات من قبلكم هو ضرب من النفاق، وإذا كنتم تتوقعون منا التصديق على سياساتكم فقط، فنقول لكم إن زمن الاستعمار قد ولى وانتهى».