كلماتي تتعثر خجلى و الحزن فيها تجلى… و الفرح عنا قد ولّى و الزمن يلهو بنا و يتسلى و كرامة الإنسان في خبر كان و الظلم فيك يا بلدي يستفز الروح و الأقلام كيف لا!؟ كيف لا، و نحن نعيش كل يوم على وقع حدث مروّع، كل يوم نفقد روحاً بريئة في هذا الوطن ذنبها الوحيد هو طلبها لقوت العيش و أبسط حقوقها في العيش الكريم…
إن ما حصل البارحة بمدينة الحسيمة يلخص بكل بساطة ما يعيشه المواطن المغربي في وطنه…
إن قتل “شهيد الحكٌرة” الشاب محسن فكري بائع السمك و الذي يعيل أسرة من عشرة أفراد بتلك الطريقة البشعة التي ترسم ملامح الظلم و القمع و الاحتقار و هدر دماء و كرامة الانسان… و تلك الكلمة -“طحن مو”- التي حددت مصير حياته… إن قتله من طرف مصالح البلدية و الأمن عـــمداً أو خــطـأً و ليس للأمر تأثير في القضية… -فقد مــــات محـسن-، يطرح علامات استفهام كبرى أخلاقية، إنسانية، سياسية و عقدية!!
هؤلاء المساكين الكادحين تحملوا فوق طاقتهم، نعم حملتموهم فوق طاقتهم جعلتم منهم حقلاً للتجارب و حملتموهم حتى وظيفة إشباع رغبات شاردة و أطماع حقيرة و الشرح فضيحة، أو اختارو لها إسماً. المهم هو قتل الأبرياء في زمن الرذالة و لنتخيل جميعاً أن شخصاً يُقتل و يُطحن جسده و يُأكل ببرودة و بلذة لحم أشد الأوفياء للوطن.
نعم إنهم يهدرون دماء المساكين الأبرياء و يأكلون لحمهم بشراهة، و حتى لا نقع في المحظور حمّال وجوه، و ليس في الأمر مقارنة حتى لا تغضب “زرواطة” الغدر.
نعم الواقعة تؤكد و قبلها وقائع…إنهم يقتلون و يأكلون لحم الأوفياء فينا.
نعم قد تصلكم “تحيتي مشفرة” و لكننا أمام فضيحة إنسانية من العيار الثقيل…إنهم يقتلون المساكين الكادحين والفقراء الضعفاء و إن الذين قتلوا محسن و غيره في هذا البلد الحزين اقتدوا بما يقع في وضعنا الإنساني الحالي بشكل رهيب فنحن نعيش في غابة لا إنسانية فيها فقط البقاء للأقوى.
إنه القتل الجماعي لكرامة الإنسان المواطن سواء عمداً أم خطأً فالقتل هو القتل، و هي جريمة مسجلة دوماً ضد مجهول لأن لا أحد خلق المجهول سوى القَتَلة.
قد أستعير عبارات الحقوقيين و أستحضر “مارلين مونرو” و “المهاتما غاندي” و “المسيح المسجى” و كل خبراء الحياة الانسانية لن أستطيع التعبير عن ما يحدث الآن في وطننا.
فمن منا ينسى “مي فتيحة” بائعة الحلوى ضحية القهر و الظلم و الاهانة و والاستهتار!؟ مي فتيحة التي أضرمت النار في جسدها في لحظة غضب و احساس بالظلم و القهر الذي مارسته عليها السلطات باحتجاز بضاعتها و إهانتها -فمـــاتت الأم الكادحةـ
و العهدة عليكم… لن ننسى كل روح بريئة قُتِلت في هذا الوطن ظلماً و قهراً و العهدة مرة أخرى على عاهد و ليس في الأمر مفارقة و ليس اكتشافاً و ليس لنا شرف السبق في الكتابة عن ذلك أو تدوينه . ليس في الأمر غير تذكير بالقتل و القتلة.
و لا يسعنا إلا أن نقول “عاش القتلة” أما المقتولين فلهم شرف البقاء، لأنهم فقط حينها يكونون أوفياء.
لن أستنجد بالشعر و لا بدواوين الشعراء و لا فقهاء الأمراء، و لكن ختام القول: فلتقتلونا!! و لتأكلونا!! هنيئاً لكم… دمنا أكلة و دمتم قَتَلة.
فشهية طيبة… و رحم الله شهرمان.
✒#عشوائية الشامات
📝#جسر بريس