هبة محمد واسماعيل كايا . دمشق / اسطنبول
واصل جيش النظام السوري تقدمه على جهتي الأوتوستراد الدولي حلب – دمشق من محاور ريفي حلب وإدلب، بعد سيطرته على عدد من البلدات والقرى أمس.
وأكد قائد ميداني يقاتل مع قوات النظام لوكالة الانباء الالمانية أن «الجيش السوري سيطر أمس على بلدة حيش أكبر البلدات بين مدينتي معرة النعمان وخان شيخون في ريف إدلب الجنوبي الشرقي، وأن القوات تتقدم باتجاه قرية معرحطاط آخر قرية تسيطر عليها فصائل المعارضة على أوتوستراد بين مدينتي معرة النعمان وخان شيخون والتي تتمركز فيها نقطة مراقبة تركية».
من جانبه أكد قائد عسكري في الجبهة الوطنية للتحرير التابعة للجيش السوري الحر «تعرض القوات الحكومية لخسائر كبيرة خلال عمليات على جبهات ريف حلب الجنوبي والغربي أمس، وقتل أكثر من 40 عنصراً من الجيش السوري والحرس الثوري الإيراني ومقاتلين من حزب الله اللبناني على جبهات الكلارية غرب مدينة حلب بعد وقوع مجموعات منهم في كمائن».
وتسعى قوات النظام للسيطرة على مدينة سراقب وتتقدم من ريف حلب الجنوبي الغربي وريف ادلب الجنوبي الشرقي، بهدف السيطرة على طريق دمشق – حلب الذي بقيت مسافة حوالى 40 كم تحت سيطرة فصائل المعارضة.
قوات الأسد تتقدم على طريق دمشق ـ حلب… وسقوط عشرات الضحايا
وكان قتل 12 مدنياً بينهم 4 أطفال في مجزرة مروعة جنوب إدلب، شمال غربي سوريا، نتيجة استهداف الطائرات الحربية الروسية وطائرات الأسد قرى وبلدات ريف إدلب.
تزامناً، نظم نشطاء الداخل السوري حملة تحت وسم «من إدلب إلى برلين» في إشارة إلى ضرورة كسر الحدود أمام المدنيين المحاصرين في إدلب.
وقال الناشط الإعلامي أمير خربوطلي وهو أحد القائمين على الحملة «لم يعد أمامنا خيار، فإما أن نموت ببراميل الأسد وسلاحه الكيميائي، أو نعبر جميعنا إلى أوروبا».
من جهته هدد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان النظام السوري في خطاب أمام مسؤولين في حزب العدالة والتنمية. وقال بلغة حادة غير مسبوقة: «نريد إرساء الاستقرار في سوريا، ولن نتردد في القيام بكل ما يلزم إزاء ذلك بما فيها استخدام القوة العسكرية».
ورداً على تصريحات أردوغان، قال المتحدث باسم الرئاسة الروسية، ديمتري بيسكوف، إن بلاده تفي بكامل التزاماتها بموجب اتفاق سوتشي الخاص بإدلب، «لكن الهجمات الإرهابية المستمرة بهذه المنطقة تشكل مصدر قلق عميق لموسكو».
ومنذ أيام رفعت تركيا حدة خطابها بشكل غير مسبوق ضد روسيا في ظل استمرار تقدم النظام السوري في مناطق مهمة في إدلب بغطاء جوي روسي، وهو ما ولد حالة غضب غير مسبوقة من قبل السوريين على تركيا التي قالوا إنها لم تلتزم بتعهداتها كضامن لأمن سكان إدلب.
وطوال الأيام الماضية رفعت وسائل الإعلام التركية من حدة خطابها ضد روسيا، ووصفت ما تقوم به موسكو في إدلب بمجازر وجرائم حرب.
والجمعة علمنا أن تعميماً وصل إلى كبرى وسائل الإعلام التركية لا سيما الناطقة بلغات أجنبية، ينص على مهاجمة روسيا بقوة و«فضح جرائمها في إدلب أمام العالم».
عسكرياً، واصل الجيش التركي خلال الأيام الأخيرة إرسال تعزيزات عسكرية واسعة إلى الحدود مع سوريا.
بالتزامن مع ذلك، قالت مصادر في المعارضة السورية إن تعزيزات عسكرية كبيرة من الفصائل العسكرية المدعومة من تركيا انتقلت من مناطق درع الفرات إلى خطوط التماس في إدلب وريف حلب.