هبة محمد واسماعيل كايا . دمشق / اسطنبول
في تصعيد خطير قد يتطور الى مواجهة كبيرة بين الجيش التركي وجيش النظام السوري في إدلب، قتل 8 أتراك بينهم 5 جنود من الجيش التركي غرب مدينة سراقب، فردت القوات التركية بقصف عشرات النقاط لجيش النظام، وقتل «العشرات من جنوده»، حسب وزارة الدفاع التركية، فيما تحدث الرئيس التركي رجب طيب أردوغان عن «تحييد بين 30 و 35 من عناصر النظام السوري».
إيران تبرر للأسد وموسكو تحمّل أنقرة المسؤولية… واردوغان: سيدفع جيش النظام الثمن
وكانت وكالة أنباء «الأناضول» التركية أفادت بأن وزير الدفاع التركي خلوصي أكار، وقادة في الجيش التركي وصلوا إلى الحدود مع سوريا، بعد مقتل الجنود الأتراك في إدلب.
ونقلت الوكالة عن وزير الدفاع التركي خلوصي آكار أمس قوله إن القوات التركية قصفت 54 هدفاً في منطقة إدلب في شمال غرب سوريا وقتلت 76 جندياً من قوات الحكومة السورية.
وبعدما أعلنت وزارة الدفاع التركية، صباح أمس الإثنين، مقتل 6 أتراك، أعلن أردوغان ارتفاع الحصيلة إلى 8 من بينهم 5 جنود و3 موظفين مدنيين، حسب وكالة الأناضول، في تدرج يهدف إلى تهدئة رد فعل الشارع التركي الغاضب. وبينما تحدث المرصد السوري عن سقوط 13 من الجيش السوري بالقصف التركي، نفت وكالات أنباء النظام الرسمية وقوع قتلى أو جرحى في الضربات التركية.
ووجهت تركيا رسائل مختلفة إلى روسيا بضرورة التزام الحياد وعدم إعاقة الرد التركي على النظام السوري.
وقال أردوغان «لستم الطرف الذي نتعامل معه بل النظام (السوري) ونأمل ألا يتم وضع العراقيل أمامنا»، فيما قال عمر جليك المتحدث باسم حزب العدالة والتنمية الحاكم إن «أفضل شيء يقوم به الجانب الروسي هو عدم إعاقة الرد التركي».
وقال أردوغان إن بلاده ستجعل النظام السوري «يدفع ثمن فعلته». جاء ذلك في كلمة له، الإثنين، خلال مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، في العاصمة كييف. وأكد: «نرد على ذلك بكل حزم، سواء من البر أو الجو، بحيث يدفعون ثمن فعلتهم».
وأعلن أن التطورات في إدلب وصلت إلى وضع لا يطاق، مشيراً إلى أنهم صبروا في هذا الصدد كثيراً. وأعرب عن أمله في أن يعي الجميع التزاماته في إطار اتفاقيتي «أستانة» و«سوتشي» وأن يواصلوا العمل في هذا الإطار.
وبررت وزارة الدفاع الروسية الهجمات التي استهدفت الجيش التركي، إذ قال المركز الروسي للمصالحة في سوريا: إن «وحدات من القوات التركية قامت بتحركات داخل منطقة إدلب لخفض التصعيد في ليلة 2 /3 فبراير من دون إخطار الجانب الروسي، وتعرضت لإطلاق نار من القوات الحكومية السورية «استهدف الإرهابيين في المنطقة الواقعة غرب بلدة سراقب»، وهو ما كذبته أنقرة على لسان عمر جليك، ولاحقاً وزير الدفاع التركي بالقول إن «زملاءنا أبلغوا المعنيين في الجانب الروسي بتحركات قواتنا في إدلب الساعة 16:13 أمس، وأكدوا ذلك مرة أخرى في الساعة 22:27».
أما إيران، وهي ثالث الأطراف الضامنة في سوريا، فقد قال المتحدث باسم خارجيتها عباس موسوي: «من حق الجيش السوري شن عمليات على أي أرض سورية تعرضت للاحتلال أو الإرهاب أو ضد ما يعرض أمن سوريا ووحدتها للتهديد».
الباحث السوري فراس فحام قال إن ما يجري في محافظة إدلب وغرب حلب أخيراً هو صراع تركي – روسي غير مباشر، ولا يمكن حسب فحام «تصور إقدام النظام السوري على قصف نقطة للجيش التركي بدون رضا روسي، ويبدو أن موسكو حاولت اختبار نوايا أنقرة بعد التعزيزات التي زجت بها في محيط سراقب منعاً لسقوطها بيد النظام».
وكانت مقاتلات حربية روسية – سورية قتلت عائلة سورية مكونة من 9 أفراد، بينهم أربعة أطفال وثلاث نساء، خلال استعدادهم للنزوح عبر مركبتهم الخاصة من ريف حلب الغربي نحو الشمال السوري. وأظهرت صور بثها ناشطون سوريون على مواقع التواصل الاجتماعي أحد الأطفال الضحايا وهو مقطوع الرأس. وفي حلب أيضاً نعت وكالة أنباء «دفاع برس» «المقاتل الإيراني أصغر باشا بور»، وقالت إنه قتل في معارك مع جماعات إرهابية في حلب السورية يوم الأحد.
ووصفت الوكالة المقاتل بأنه «مدافع عن الضريح»، وهو اللقب الذي تطلقه طهران على المتطوعين الإيرانيين الذين يقاتلون في سوريا والعراق تحت رعاية الحرس الثوري.