نورالدين قلالة / الدوحة
أكد حسن الذوادي الأمين العام للجنة العليا للمشاريع والإرث (الجهة المسؤولة عن مشروعات ومبادرات كأس العالم لكرة القدم قطر 2022)، أن اللجنة تعمل يدا بيد مع المركز الدولي للأمن الرياضي (مقره الدوحة) محليا ودوليا من أجل استضافة آمنة لمونديال 2022.
واختتمت أمس في نيويورك أعمال الاجتماع الأول لمجموعة الخبراء الدوليين في الأمم المتحدة بقيادة مكتب الأمم المتحدة لمكافحة الإرهاب، وخلص إلى إطلاق الأمم المتحدة برنامجا عالميا معنيا بتأمين الأحداث الرياضية الكبرى وتسخير الرياضة لمكافحة الإرهاب، وهو البرنامج العالمي الممول من الأمم المتحدة بمشاركة 3 منظمات أممية إلى جانب المركز الدولي للأمن الرياضي المنفذ الفني للمشروع.
وفي كلمة لها بالمؤتمر، قالت السفيرة علياء آل ثاني، المندوب الدائم لدولة قطر في الأمم المتحدة: “إننا سعداء بأن تكون دولة قطر أحد الداعمين الرئيسيين لهذا المشروع الذي من شأنه أن يسهم في تحقيق استراتيجية مكتب الأمم المتحدة لمكافحة الإرهاب، وكذلك البرنامج المتعلق بتأمين الأحداث الرياضية الكبرى بما يخدم كل الدول الأعضاء”.
وأثنت على الجهود التي تبذلها اللجنة العليا للمشاريع والإرث، اللجنة المكلفة بكل ما يتعلق بتنظيم قطر لمونديال 2022، سواء الجهود في مجال الأمن أو الترويج للحدث العالمي، لافتة إلى أن “قطر تنظم الكثير من الأحداث الرياضية الدولية على مدار العام ولذلك فنحن منفتحون للتعاون مع كل الدول والشركاء لتعزيز كل ما يتعلق بجوانب السلامة والأمن الرياضي لخدمة الرياضة العالمية”.
قطر الأكثر أمنا في العالم
وتحدث الذوادي عبر مداخلته بالفيديو في مقر الأمم المتحدة على هامش البرنامج العالمي لأمن الأحداث الرياضية الكبرى والترويج للرياضة وقيمها كأداة لمنع التطرف العنيف، والذي ينظمه المركز الدولي للأمن الرياضي بالشراكة مع الأمم المتحدة، حيث قال: “نبذل كل جهودنا ليكون مونديال 2022 آمناً من كل الجوانب، ونحن نعمل على استضافة كأس العالم بمنتهى الأمان والسلامة، وواثقون من دعم الأمم المتحدة لتساهم في تطوير حياة البشر”. واعتبر الذوادي أن حضور سفيرة قطر لدى الأمم المتحدة لهذا التجمع الدولي المهم يجسد اهتمام دولة قطر بالعمل مع الأمم المتحدة لجعل الفعاليات الرياضية الكبرى حول العالم أكثر أمنا وسلامة.
ونوه الذوادي إلى أن تواجد المركز الدولي للأمن الرياضي في مؤتمر الأمم المتحدة كشريك تنفيذي لمشروع الأمم المتحدة الجديد يؤكد من جديد إسهامات والتزام دولة قطر الكامل لحماية الرياضة لما فيه صالح المجتمع الدولي. وقال الذوادي إن قطر تواصل تواجدها ضمن التصنيفات العالمية للدول الأكثر أمنا في العالم، ونحن واثقون بأن جماهير مونديال قطر 2022 ستنعم بكل مظاهر الأمن والأمان في قطر.
مرجعية دولية في السلامة والأمن
من جهته، قال القطري محمد بن حنزاب، رئيس مجلس إدارة المركز الدولي للأمن الرياضي، إنه فخور بما وصل إليه المركز الدولي من مكانة دولية مرموقة، وأضاف: “قطعنا على أنفسنا وعدا قبل 9 سنوات بأن نصبح مرجعية دولية في السلامة والأمن الرياضي وحققنا ما وعدنا به بشهادة المنظمات الدولية، والأهم الآن هو أن نواصل العمل في البرنامج الجديد الذي تموله الأمم المتحدة لوضع نظام يضم معايير ولوائح السلامة والأمن الرياضي وفقا لقرار مجلس الأمن الدولي والجمعية العامة للأمم المتحدة ما يعطي هذا المشروع زخما عالميا وشرعية دولية”.
مشروع تموله الأمم المتحدة
للإشارة، يمول صندوق الأمم المتحدة لمكافحة الإرهاب مشروع تأمين الأحداث الرياضية الكبرى والترويج للرياضة وقيمها كأداة للوقاية من العنف والتطرف الذي يستهدف وضع إطار للوائح ومعايير السلامة والأمن الرياضي.
ويتولى مكتب الأمم المتحدة لمكافحة الإرهاب قيادة هذا المشروع العالمي وهو المشروع الذي تشارك فيه منظمتان أمميتان هما: مكتب الأمم المتحدة لتحالف الحضارات، ومعهد الأمم المتحدة لبحوث الجريمة والعدالة (اليونيكري) فيما المركز الدولي للأمن الرياضي والذي ينتسب لمنظمات المجتمع الدولي، هو الشريك الفني أو الشريك المنفذ للمشروع.
وبعيدا عن الحديث عن الملاعب التي تقترب من الاكتمال في وقت قياسي وقبل أكثر من عامين من الحدث العالمي، أبرمت قطر اتفاقيات أمنية مع دول إقليمية ودولية لضمان خروج البطولة العالمية على أكمل وجه و”بلا ثغرة أمنية”.
وتأتي تلك الاتفاقيات الأمنية في ظل تصاعد مظاهر الشغب ومخاطر الإرهاب في المحافل الرياضية، وهو الأمر الذي تسعى الدوحة لوأده بشكل كامل عندما تستقبل على أراضيها 32 منتخباً من جميع أرجاء العالم، وأكثر من 1.5 مليون مشجع على مدار 28 يوما، للاستمتاع بأجواء مونديالية صاخبة.
اتفاقات لتأمين مونديال 2022
وتسعى دولة قطر إلى تنظيم كأس العالم عام 2022 بطريقة آمنة بنسبة 100 % معتمدة في ذلك على الخطوات التي تقوم بها في هذا المجال سواء بتوقيع اتفاقية مع جهات متخصصة في هذا الشأن، أو الاستفادة من خبرات الجهات الآمنة في الدول التي نظمت كأس العالم من قبل، كما أن الأوضاع العامة في منطقة الشرق الأوسط تضع قطر أمام خيار وحيد يتمثل في ضرورة العمل على تأمين المونديال بيد من حديد، واتخاذ كافة التدابير التي من شأنها عدم حدوث ما يعكر صفو هذا الحدث التاريخي الذي يقام في الشرق الأوسط لأول مرة.
وكانت قطر قد وقّعت مع تركيا بروتوكولا أمنيا لنشر قوات أمن تركية خلال شهري نوفمبر/ وديسمبر عام 2022 وقت إقامة كأس العالم في قطر، كما وقعت قطر وفرنسا، في 28 مارس 2019، اتفاقية أمنية بهدف “بناء شراكة استراتيجية للتحضير لكأس العالم 2022، وإدارة أمن الحدث الرياضي البارز”.
كما وقعت اتفاقية لتأمين مونديال 2022، مع منظمة الشرطة الجنائية الدولية (الإنتربول) وخبراء الأمن الرياضي فيها. وقالت اللجنة الأمنية باللجنة العليا للمشاريع والإرث القطرية، إنه يتم تأهيل وتدريب نحو 20 ألف عنصر على أمن وسلامة الملاعب استعداداً لفعاليات البطولة، ووفقاً لمتطلبات الاتحاد الدولي لكرة القدم.
كما بحثت الدوحة التعاون الأمني المشترك مع الولايات المتحدة الأمريكية والمملكة المتحدة خلال استضافة قطر للمونديال، وذلك من أجل حماية السياح من أي هجمات إرهابية.