هبة محمد واسماعيل كايا . دمشق / اسطنبول
شهدت الساعات الماضية حراكاً دبلوماسياً أوروبياً ومطالبات وجهت للنظام السوري وموسكو بإيقاف الحملة على مناطق إدلب شمال غربي سوريا، وسط تحذيرات أممية من «حمام دم» في سوريا ومأساة إنسانية يواجهها مليون نازح عالقين على الحدود حيث تحاصرهم غارات روسية – سورية من جهة وبرد قارس من جهة أخرى.
وذكرت الرئاسة التركية أمس وفقاً لوكالتي الاناضول ورويترز أن الرئيس رجب طيب إردوغان أكد لنظيره الروسي فلاديمير بوتين في اتصال هاتفي «ضرورة السيطرة على قوات الحكومة السورية ووضع حد للأزمة الإنسانية في منطقة إدلب السورية».
وأضافت الرئاسة التركية أن إردوغان أبلغ بوتين أيضاً بأن التنفيذ الكامل للاتفاق الذي تم التوصل إليه في «سوتشي» الروسية عام 2018 سينهي القتال في المنطقة الخاضعة لسيطرة مسلحي المعارضة السورية. ولم تشر الرئاسة في نص الاتصال الهاتفي إلى أي اتفاق جديد بين البلدين حول التطورات في سوريا.
حراك دبلوماسي فرنسي – ألماني يقترح قمة رباعية… وأنقرة تمنع المقاتلات الروسية من عبور مجالها الجوي
وسبق الاتصال الهاتفي تأكيد الرئيس التركي أن قوات بلاده لن تنسحب من إدلب، داعياً لإقامة منطقة آمنة بعمق يتراوح بين 30 و35 كم في سوريا، وأن بلاده ستقرر الخطوات المقبلة إزاء آخر معقل للمعارضين في سوريا المتمثل في محافظة إدلب، بعد المكالمة الهاتفية مع نظيره الروسي.
وأبلغ زعيما فرنسا وألمانيا الرئيس التركي رجب طيب إردوغان أمس بأن الأزمة الإنسانية في محافظة إدلب في شمال غرب سوريا تحتاج لحل سياسي، وأنه ينبغي على الزعماء الثلاثة عقد اجتماع عاجل مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.
وقال بيان صادر عن الرئاسة الفرنسية إن الرئيس إيمانويل ماكرون والمستشارة الألمانية أنغيلا ميركل «عبرا عن قلقهما المشترك تجاه الوضع الإنساني الكارثي الذي يجد المدنيون أنفسهم فيه فضلا عن خطر حدوث تصعيد».
وحذرت الأمم المتحدة أمس من أن القتال في شمال غرب سوريا قد «ينتهي بحمام دم» وكررت دعوتها لوقف إطلاق النار، بينما نفت موسكو تقارير عن نزوح جماعي للمدنيين.
تزامن ذلك مع توتر لافت بين روسيا وتركيا على خلفية الأوضاع المشتعلة في إدلب، حيث كشفت مصادر روسية لوكالات الأنباء أن تركيا أغلقت مجالها الجوي ومنعت ومرور طائرات عسكرية روسية عبر أجوائها، وهو ما فتح الباب أمام تساؤلات حول مدى قدرة تركيا على إغلاق مضائقها أمام مرور السفن الحربية الروسية التي تنتقل من البحر الأسود إلى السواحل السورية على البحر المتوسط.
وكان إردوغان وكذلك الكرملين أعلنا أمس أن روسيا وتركيا وفرنسا وألمانيا تبحث عقد قمة بينها حول سوريا، لكن لم تُتخذ قرارات بعد في هذا الشأن، في حين أعلن وزير الدفاع التركي، خلوصي أكار الذي زار غرفة العمليات العسكرية الخاصة في هاتاي على الحدود مع سوريا، أن بلاده لا تنوي الاشتباك مع العسكريين الروس، مؤكداً أن هناك «حواراً جيداً» بين الجانبين على الأرض في إدلب.
وشهد الشمال السوري انخفاضاً جزئياً في معدل الضربات الجوية المنفذة من قبل دمشق وموسكو، مقارنة بالأيام القليلة الماضية، حيث نفذت المقاتلات الروسية غارات على كل من أرياف إدلب وحلب، بدون حدوث مواجهات برية تذكر مع المعارضة السورية، أو عمليات مضادة من الجيشين التركي والوطني السوري.
كذلك شهدت محاور التماس في ريف إدلب الجنوبي قصفاً صاروخياً متبادلاً بين قوات النظام والفصائل، بالإضافة إلى قصف صاروخي تنفذه القوات التركية والفصائل على محاور النيرب وداديخ وآفس.