هبة محمد واسماعيل كايا
وسط سباق محموم بين فصائل المعارضة السورية المسلحة، المدعومة من الجيش التركي، من جهة، وقوات النظام السوري ومن ورائها الترسانة الروسية والميليشيات الإيرانية، من جهة أخرى، تتواصل المعارك العنيفة على امتداد الخطوط الفاصلة بين الطرفين في ريف إدلب شمال غربي سوريا، حيث يسعى كل طرف لتثبيت نقاط تقدم جديدة لصالحه، قبيل قمة أردوغان – بوتين المرتقبة اليوم في موسكو، والتي توقع الرئيس التركي أن تفضي إلى اتفاق تهدئة بين قوات النظام والمعارضة المسلحة. تزامناً خفف رئيس النظام السوري كثيراً من هجومه على تركيا قبل القمة المتوقعة، وذلك بإيحاء ربما من الحليف الروسي.
وفي تحول لافت، أكد رئيس النظام السوري بشار الأسد في حديث لقناة «روسيا-24»، الأربعاء، أن بلاده «لم ترتكب أي أعمال عدائية ضد تركيا، وأن الخلافات الحالية غير منطقية».
اردوغان يتوقع اتفاقا مع بوتين في لقاء اليوم… والأسد يتودّد لتركيا في تصريح مفاجئ
وأضاف: «أسأل الشعب التركي، ما هي قضيتكم مع سوريا؟ وما القضية التي يستحق أن يموت من أجلها مواطن تركي؟ ما العمل العدائي الصغير أو الكبير الذي قامت به سوريا تجاه تركيا خلال الحرب أو قبل الحرب؟ غير موجود على الإطلاق».
في غضون ذلك، أعلنت وزارة الدفاع التركية مقتل اثنين من جنودها في هجوم لقوات النظام السوري في إدلب، فيما أفاد قال القائد العسكري في الجيش السوري الحر العميد فاتح حسون للوكالة الألمانية بأن «طائرة مسيرة تركية استهدفت موقعاً للقوات الحكومية السورية في محيط مدينة سراقب وقتل خلال العملية قائد الفرقة التاسعة العسكرية (رمضان يوسف) وقصفت طائرات مسيرة تركية موقعين للقوات الحكومية السورية في مدينة سراقب حيث قتل خلال القصف أكثر من 20 عنصراً من النظام».
من جهته استبق زير الدفاع التركي خلوصي أكار قمة الرئيسين بالتأكيد على ان العملية العسكرية التي تقودها بلاده في سوريا تندرج ضمن إطار الحق المشروع، مهددًا برفع مستوى التصعيد في حال تعرض الجنود الأتراك لاستهداف جدي. وفي الطرف المقابل، انتقدت موسكو تصرفات أنقرة في إدلب السورية ودعم الغرب لها، على لسان المتحدث باسم وزارة الدفاع الروسية الجنرال إيغور كوناشينكوف .
وبينما كشفت مصادر تركية خاصة لـ«القدس العربي» أن اجتماعات اللجان التركية والروسية العسكرية والدبلوماسية لم تنجح بالتوصل إلى اتفاق بعد حول وقف إطلاق النار في إدلب، يبقى التعويل على المباحثات الثنائية التي ستجري بين الرئيسين التركي رجب طيب أردوغان، ونظيره الروسي فلاديمير بوتين في موسكو اليوم، وذلك حسب المصدر المقرب من الرئاسة التركية والذي رفض الكشف عن اسمه. وتوقع المصدر أن تكون المفاوضات «صعبة» بين أردوغان وبوتين وكبار المسؤولين من البلدين.
ورداً على ما إذا كان الجانب التركي قد تلقى أي مقترحات قبل زيارته إلى روسيا، قال أردوغان «لا توجد هناك مقترحات في الوقت الراهن، لنجري زيارتنا أولاً، وسنعقد مؤتمراً صحافياً مع السيد بوتين عقب اللقاء». وأشار إلى أنه سيصطحب معه صحافيين خلال الزيارة وسيطلعهم على الكثير من الأمور، مؤكداً أنه «لن يبقي أي شيء سراً».
ودعا المبعوث الخاص للأمم المتحدة إلى سوريا غير بيدرسون في كلمة ألقاها امام الدورة العادية لوزراء الخارجية العرب في القاهرة، الرئيسين الروسي فلاديمير بوتين والتركي رجب طيب اردوغان إلى «التوصل إلى حل دبلوماسي فوري» في إدلب خلال لقائهما المقرر في موسكو. وقال الدبلوماسي الأممي إن أدلب هي «حيث اتفقت روسيا وتركيا على إنشاء منطقة خفض للتصعيد، ولكنها اليوم بقعة صدام مباشر بين قوات الحكومة السورية وقوات تركية».