بينما سعى الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أمس في بروكسل للحصول على دعم أكبر من أوروبا لموقفه ووجود الجيش التركي في سوريا، على أمل بأن تساعد أوروبا في استضافة جزء من ملايين اللاجئين، تم إبلاغه بأن عليه أولاً أن يكف عن تشجيع المهاجرين على العبور إلى اليونان.
تزامن ذلك مع موقف أمريكي لافت على لسان المبعوث الأمريكي الخاص إلى سوريا جيمس جيفري، بأن الولايات المتحدة تدرس مع شركائها في حلف شمال الأطلسي (ناتو) الخيارات المتاحة لمساعدة تركيا في مسألة إدلب السورية، قائلاً إن «كل الخيارات مطروحة على الطاولة». جاء ذلك خلال مؤتمر صحافي عبر دائرة تلفزيونية مغلقة، عقده في بروكسل التي يزورها لمناقشة آخر الأوضاع والهواجس الأمنية التركية في محافظة إدلب، شمال غربي سوريا، مع مسؤولي الناتو.
جيفري: ندرس كل الخيارات لمساعدة تركيا و«الأوروبي» يشترط وقف تدفق المهاجرين
وبخصوص الرد على احتمال انتهاك وقف إطلاق النار في إدلب، أوضح المسؤول الأمريكي أنه «إذا تجاهلوا (النظام وروسيا) تحذيراتنا، فسنتحدث مع حلفائنا الأوروبيين لتحديد حزمة عقوبات أو الرد عليهم».
وفي معرض رده على سؤال حول إمكانية إرسال واشنطن قوات برية في حال انتهاك روسيا وقف إطلاق النار، استبعد جيفري ذلك.
وحول إدلب ذكر اردوغان أنّ وقف إطلاق النار في منطقة خفض التصعيد يسير بشكل جيد، على الرغم من أنه مؤقت، حسب وكالة الاناضول، وذلك في حديثه للصحافيين على متن الطائرة، أثناء عودته من العاصمة البلجيكية بروكسل. وتابع: «عرضت فكرة تسخير أموال النفط السوري لإعادة إعمار البلاد، للسيد بوتين، وقال لي هذا أمر ممكن، وكذلك بإمكاننا طرح هذا العرض على السيد ترامب».
من جهته قال وزير الخارجية التركي مولود تشاووش أوغلو، إن روسيا حذرت نظام بشار بصرامة بشأن انتهاك وقف إطلاق النار في محافظة إدلب شمال غربي سوريا، في كلمة له خلال مشاركته في اجتماع محرري الأناضول في العاصمة أنقرة، أمس.
وتابع الوزير التركي قائلاً: «جنوب الطريق الدولي «M4» سيخضع للرقابة الروسية وشماله سيكون تحت رقابتنا». وأكد أوغلو أن بلاده تواصل العمل من أجل وقف إطلاق نار دائم في إدلب. وشدد على ضرورة تعامل الولايات المتحدة الأمريكية والدول الأوروبية كحليف صادق ودائم مع تركيا، لافتاً في هذا السياق إلى حاجة تركيا لمنظومة الدفاع الجوي «باتريوت».
من جهته صرح ينس ستولتنبرغ، الأمين العام لحلف شمال الأطلسي «الناتو»، أن تركيا هي البلد الأكثر تضرراً من العنف والاضطراب في سوريا. جاء ذلك خلال مؤتمر صحافي مشترك مع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، عقب لقائهما في بروكسل.
لكن الإحباط أصاب أنقرة بسبب ما تعتبره دعماً أوروبياً لا يذكر للحرب في سوريا، حيث تدور مواجهة بين قواتها وقوات الحكومة السورية المدعومة من روسيا، وحيث تتكبد خسائر متزايدة. وقال أردوغان «نتوقع دعماً ملموساً من كل حلفائنا في المعركة التي تخوضها تركيا بمفردها… حلف الأطلسي يمر بمرحلة حرجة ينبغي خلالها أن يظهر دعماً واضحاً».
ولا يوجد لدى الاتحاد الأوروبي ما يقدمه فيما يتعلق بالدعم العسكري في سوريا، التي ندد بتورط تركيا فيها.
ولوح التكتل المؤلف من 27 دولة، حيث معظم الدول حلفاء لأنقرة في حلف شمال الأطلسي، بخيار تقديم المزيد من المساعدات، لكن في الوقت المناسب وبشروط.
وقالت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين قبل المحادثات مع أردوغان «تشير الأحداث على الحدود اليونانية التركية بوضوح إلى ضغط بدوافع سياسية على الحدود الخارجية للاتحاد الأوروبي». وأضافت في مؤتمر صحافي «التوصل إلى حل لهذا الموقف يتطلب تخفيف الضغط الموجود على الحدود».