اسماعيل كايا / اسطنبول
ارتفع عدد الوفيات في تركيا بفيروس «كورونا» إلى 3 بالإعلان رسمياً بينهم الجنرال المتقاعد والقائد السابق للقوات البرية التركية الجنرال، أيتاتش يلمان، في حين اتخذت الدولة مزيداً من الإجراءات الوقائية تمثلت في الإعلان عن إغلاق 90 ألف مسجد في عموم البلاد بشكل كامل يوم الجمعة، فيما بدت شوارع مدينة إسطنبول التي يقطنها أكثر من 15 مليون نسمة ويزورها ملايين السياح شبه خاوية في مشهد نادر لم يحدث منذ عقود.
وعلى الرغم من أن وفاة القائد السابق للقوات البرية البالغ من العمر 80 عاماً قد أعلنت منذ أيام أنها وفاة طبيعية، إلا أن وزير الصحة التركي، فخر الدين قوجه، أكد خلال جلسة مساءلة في البرلمان التركي، الخميس، أن الفحوصات أكدت أنه توفي بفعل إصابته بفيروس «كورونا».
وبهذا الإعلان، ارتفع عدد الوفيات بسبب الفيروس في تركيا إلى 3، بينما وصل عدد الإصابات إلى 191 حسب آخر إعلان رسمي لوزير الصحي، وسط مخاوف من ارتفاع العدد الذي بات يرتفع إلى الضعف تقريباً بشكل يومي خلال الأيام الثلاثة الأخيرة.
وبعد قرار سابق بوقف الصلاة الجماعية في عموم مساجد البلاد، أعلنت رئاسة الشؤون الدينية في تركيا، الخميس، أن جميع مساجد البلاد البالغ عددها أكثر من 90 ألف مسجد سوف تغلق بشكل كامل يوم الجمعة وذلك في إجراء احتياطي أوسع خشية عدم التزام المواطنين بعدم إقامة تجمعات داخل المساجد.
كما أعلنت وزارة الشباب والرياضة تأجيل دوريات القدم والسلة والطائرة واليد في إطار التدابير ضد فيروس كورونا، وذلك على الرغم من قرار سابق بإقامة المباريات دون جمهور، وذلك لمنع تجمعات المواطنين لحضور المباريات عبر التلفاز في المقاهي التي أغلقت أو حتى داخل المنازل. وطوال الأيام الماضية، اتخذت السلطات التركية إجراءات مشددة لمكافحة التجمعات وتجنب انتشار فيروس «كورونا» وشملت منع التجمعات في بيوت العبادة والمقاهي والمطاعم والحانات ومنع إقامة الأفراح وأي فعاليات سياسية أو اجتماعية أو رياضية فيها تجمعات، إلى جانب قرارات إغلاق الحدود ووقف الرحلات الجوية مع عشرات الدول، وفرض الحجر الصحي الإجباري على كافة العائدين من العمر والدول الأوروبية الموبوءة بالفيروس.
وزير الصحة التركي الذي استدعي إلى البرلمان لمناقشة استعدادات البلاد لمكافحة الفيروس، أكد أن مستشفيات تركيا تضم نحو 100 ألف غرفة جاهزة لتتحول إلى غرف عزل أو عناية مركزة إن اقتضت الحاجة. وأشار إلى إجراء 10 آلاف تحليل حتى الخميس للكشف عن كورونا، وأن أعداد التحاليل يمكن أن تزداد في الأيام القادمة. كما أوضح أن وزارته تهدف إلى إجراء 10 آلاف إلى 15 ألف تحليل يومياً على الأقل.
في السياق ذاته، أعرب وزير الخزانة والمالية التركي، براءت ألبيرق، عن توقعاته بعدم حدوث مخاطر على الاقتصاد التركي في الفترة الحالية، واعتبر الوزير أن «لا مخاطر في الميزانية في الوقت الحالي»، معتبراً أن اقتصاد بلاده «الأكثر إيجابية مقارنة بالاقتصادات الأخرى، في هذه المرحلة العصيبة»، نافياً نية بلاده الإعلان عن حظر التجوال في المرحلة الحالية.
والأربعاء، أعلن الرئيس التركي، رجب طيب اردوغان، عن حزمة جديدة من التدابير لمواجهة فيروس كورونا تحمل اسم «درع الاستقرار الاقتصادي»، وخصصت لها 100 مليار ليرة تركية (قرابة 15.5 مليار دولار)، من أبرز بنودها تأجيل تسديد أقساط مؤسسة الضمان الاجتماعي، وتخفيض نسب قيمة الضريبة المضافة خلال رحلات الطيران الداخلي من 18 إلى 1 بالمئة، لمدة 3 أشهر. وإطالة فترة تسديد قروض المصانع المتضررة من كورونا ودفعات الفائدة للبنوك، فضلاً عن تقديم دعم مالي إضافي لها عند الحاجة. وتقديم دعم للمصدرين في هذه المرحلة التي تعاني من تراجع مؤقت للصادرات.