دلال ميني، عضوة المكتب الوطني للمهندسين التجمعيين
في أوج مخاض عسير نصارع فيه ملكا و شعبا لنخرج مولودا حيا قويا، في عز مقاومتنا لجائحة قلبت العالم رأسا على عقب و اهتزت لها دول عظام، تعصف بنا مؤامرة بئيسة لا تمت للبراءة بشيء عنوانها “تسريب جزء مبثور من مشروع القانون 22.20” لتشتت انتباهنا و تبدد تماسكنا و تضيع طاقاتنا كي لا أقول لتشعل الفتنة بيننا..
منذ بداية جائحة كورونا و التاريخ يشهد على مواقف خرجت فيها الوطنية في أبهى حللها، تمسك الشعب بملكه و بمؤسساته و نسائه و رجاله. أدركنا أننا في مركب واحد و من واجبنا التراص صفًا واحدًا منيعًا لنصنع الخلاص من عدو أدهى من جيش جرار. عرف المشهد السياسي انفراجًا ملفتًا استبشرنا به خيرا و تجدد به أملنا في أداء أفضل..
إلا أن الكيان يشمئز لوجود جهات لا تهمها إلا مصالحها الخاصة، جهات لا تسمو عن الضرب تحت الحزام و اعتماد التملص من المسؤولية بخطابات متناقضة و مرتبكة تترنح بين التأييد و الإدانة .. الوطن في حاجة لنخب حقيقية و ليس لأشباه قيادات سياسية!!!
رغم المرارة التي تجرعتها من هذا المشهد الذي يضرب ادراك و ذكاء المواطن المغربي في الصفر، فكلي اعتزاز و افتخار بالانتماء لحزب التجمع الوطني للأحرار .
لأن التاريخ لا يكتب مرتين لن أخوض في لعبة السجال العقيم و لا في الشعبوية التي تضيع على الوطن فرصا كثيرة. كما أنني لن أتحدث عن التبرعات المالية المهمة التي تقدم به قيادات بالحزب باعتبارها واجبا وطنيا لا مجال فيه للعرفان و لا للجميل، فان إنجازات التجمع في ظل الجائحة إيجابية و مشرفة. نعم أفتخر بوزراء حزبنا الذين حملوا على عاتقهم قطاعات حساسة و ضرورية لنصمد في الأزمة و على رأسها الفلاحة و الصناعة.
لأن التاريخ لا يكتب مرتين اسمحوا لي بالوقوف على أبرز المبادرات الراقية لحزب التجمع الوطني للأحرار و التي احترم فيها كل إجراءات السلامة و استثمر العالم الرقمي في خضم الأزمة. مبادرات أبانت عن وفائه لوعد قطعه انتفض فيه على ما يسمى “بالدكاكين السياسية” و لعب دوره كحزب سياسي يحترم نفسه:
- المنصة إلكترونية www.irchadcovid19.ma التي أطلقتها المنظمة الوطنية لمهنيي الصحة لحزب التجمع الوطني للأحرار لإرشاد وتوعية وتحسيس المواطنين المغاربة و وضع 120 طبيبًا و طبيبة لتتبع استفساراتهم
- المنصة الإلكترونية «ما بعد كورونا» maba3d-corona.com
لاغناء النقاش العمومي و جمع الأفكار والمقترحات، “للنهوض بعدد من القطاعات الاقتصادية والاجتماعية” عند نهاية جائحة “كوفيد-19” لأن السرعة في التقاط الإشارات و الاستباقية في كل المراحل فرصتنا للخروج منتصرين.
لأن التاريخ لا يكتب مرتين فهنيئا لحزبنا مواقفه الصلبة المواطنة في التعاطي مع المحن و انخراط كل مكوناته في النضال لنصرة الوطن أولا و أخيرا. و حتى بعد مؤامرة “التسريب” فإن حزب التجمع الوطني للأحرار خرج ببلاغ لمكتبه السياسي ليدافع عن المكتسبات الدستورية و ليطرح موقفه من هذا الصخب المفتعل و يتحمل مسؤوليته كاملة في ذلك. موقف يكرس أن التجمع حزب مؤسسات لا مجال فيه لأشخاص يتبوؤون موقفا بالقبعة الوزارية و نقيض الموقف بالقبعة الحزبية.. بئسا لخصوم من هاته الطينة لم نشهد قرعتهم ..
يقول الشاعر
“حين الشعوب انتقت أعاديها
لم نشهد القرعة التي اقترعوا”
لأن التاريخ لا يكتب مرتين سنناضل من أجل التغيير و لن نترك مكانًا للخسة و للنذالة …