يخلد الشعب الأذربيجاني ذكرى تعد من أعز الذكريات، وفي جو مهيب بكل مشاعر القداسة والاعتراف الوطني الكبير، أحيت سفارة أذربيجان بالرباط في شخص السيد أوكتاي قربانوف Oktay.Gorbanov ومعها الشعب الأذربيجاني بمناسبة ذكرى 97 على ميلاد الزعيم الروحي للأذربيجانيين حيدر علييف التي تزامنت مع حالة الطوارئ والتدابير الاحترازية التي يتبناها المغرب بسبب جائحة كوفيد 19 لتجعل هذا الاحتفال احتفالا روحيا يعكس الحضور القوي للزعيم حيدر علييف في وجدان كل الأذربيجانيين.
يعتبر حيدر علييف شخصية فريدة من نوعها تتربع باستحقاق وجدارة على صرح التاريخ الأذربجاني بكل مواصفات الحضور القوي في قلوب الأذربيجانيين كبيرا و صغيرا. وبمداد من ذهب خط حيدر علييف تاريخه واضعاً لأذربيجان الأسس الفكرية والسياسية في بناء دولة أذربيجان العصرية، حيث كان أكثر حرصا على وضع لبنات تاريخ الاستقلال الأبدي.
وقد ولد الزعيم حيدر علي رضا أوغلو علييف في 10 ماي 1923 من عائلة عاملة في مدينة نخجيوان العريقة تعتبر بحق مهد إنجاب العديد من الأدباء والمفكرين، تخرج الزعيم حيدر علييف من دار المعلمين الابتدائية، عندما بلغ السادسة عشرة من عمره وقدم إلى باكو حيث التحق بمعهد الصناعة الأذربيجاني ليصبح معماريا لكن الحرب العالمية الثانية أبعدته عن نشاطه المعماري لفترة زمنية من 1941– 1964وقد كانت هذه الفترة مرحلة صعبة من حياته.
وقد مر علييف بمجموعة من المحطات السياسية الهامة ومنذ عام 1967 شغل منصب رئيس لجنة أمن الدولة لدى رئاسة الوزراء في جمهورية أذربيجان فشكل ذلك حدثا تاريخيا لكافة أبناء الشعب الأذربيجاني وتم انتخابه عام 1969 سكرتير أول للجنة المركزية للحزب الشيوعي
الأذربيجاني ومنذ تلك اللحظة أصبح قائدا لجمهورية أذربيجان بموجب الأنظمة والقوانين المتبعة في ظل الحكم السوفياتي السابق، واستمر في قيادة الجمهورية حتى عام 1982، الشىء الذي جعله العقل المدبر لتنمية أذربيجان في القرن العشرين التاريخ الذي تولى فيه السلطة السياسية ليجسد تحولات عظيمة في حياة الشعب الأذربيجاني، مع تنفيذه كل ما هو ضروري من أجل بناء دولة وطنية مستقلة.
ومن أهم الأعمال التي تحسب للزعيم علييف أنه حول البلاد إلى دولة متطورة صناعيا بعد أن كانت الى حدود 1969 دولة فلاحية فبدأت نهضة الإدراك الذاتي الوطني وانتعشت مشاعر الاعتزاز القومي لدى مواطنيه. كما زرع حيدر علييف في قلب كل مواطن أذربيجاني فلسفة البناء والتشييد بهدف تقوية صرح الوطن ومن أجل أذربيجان البلد الأم كما حول أذربيجان الى جمهورية متطورة صناعيا وزراعيا فترة 1969-1982 ليضع قاعدة قوية ومتينة يشهد لها الجميع.
وقد مر الزعيم علييف بمحطات سياسية هامة أهمها انتخابه عضوا بالمكتب السياسي للحزب الشيوعي السوفياتي، ثم نائبا أولا لرئيس مجلس الوزراء في الاتحاد السوفياتي سابقا. وانتخب عضوا بالقيادة العليا للحزب، لتأتي سنة 1993 ويتم انتخابه رئيسا لبرلمان أذربيجاني بعدها بقليل بدأ حيدر علييف بممارسة صلاحيات رئيس الجمهورية ليتم انتخابه رئيسا للجمهورية من خلال الاستفتاء الشعبي العام لتتم إعادة انتخابه عام 1998 لفترة رئاسية جديدة. واصل من خلالها مسار الاصلاحات و السعي للحداثة وعصرنة البلاد وحرصه طوال فترة حياته على تعزيز سيادة واستقلال ووحدة أراضي جمهورية أذربيجان. وكان في عهده يمثل فترة التغيرات والتحولات الجذرية عن طريق بناء الدولة الحديثة بأسس واضحة ومحددة، وبفضل حيدر علييف دخلت أذربيجان مرحلة جديدة في تاريخها المعاصر الشىء الذي أهلها لتصبح دولة فاعلة في المجتمع الدولي ما جعلها تجلب أنظار المجتمع الدولي إلى وجهتها الصاعدة في منطقة القوقاز، وتوفي الفقيد والزعيم رحمه الله في 12 ديسمبر 2003 بعد أن وضع أذربيجان على السكة الصحيحة لتحقيق آمال الشعب في الحرية والحقوق والرفاهية والازدهار.
وبفضل قيادة الزعيم الحالي إلهام علييف الذي تبنى استراتيجية سلفه فيالتنمية المحددة حيث أبانت اذريبجان عن تقدم ملموس على مستوى التنمية المستدامة الذي نتج عنه إشادة البنك العالمي والبنك الأوروبي بالإصلاحات التنموية الجارية في أذربيجان لتصبح أول بلد اختتم المرحلة الانتقالية ما بعد الاتحاد السوفياتي.