مغرب ما بعد كورونا…
هو يوم مميز وجميل من ايام مغربنا الحبيب، حللنا فيه بمكان عزيز على قلوبنا، لنا فيه من الذكريات الممتعة الشيء الكثير، كلها تذكرنا ببداياتنا الأولى حين قررنا أن نساهم في مسار التنمية والاستثمار، بإقليم قلعة السراغنة منذ سنة 2007، زرناه اليوم زيارة رسمية كانت لنا فيه لقاءات مهمة مع المسؤولين وبعض الفعاليات وأعيان المدينة.
بعد عودة الحياة الاقتصادية ببلادنا إلى وثيرتها الطبيعية، وانخراطنا الوطني كمستثمرين ورجال أعمال، وكسياسيين، في نقاش خطة الإنقاذ الاقتصادي ما بعد كورنا، وتقديمنا لجملة من المقترحات والافكار حولها، طيلة فترة الحجر الصحي، قررنا بعد رفع الحجر أن نواصل المسير وننخرط بقوة في مسلسل بعث اقتصادنا الوطني الذي يواجه تحديات كبيرة، فانتقلنا اليوم إلى إقليم السراغنة العزيز على قلوبنا الذي استثمرنا فيه، وأسسنا مجموعة مقاولات، التي تشرف اليوم على مجموعة من المشاريع المهمة والكبرى تمثلت في إنشاء تجزئات سكنية متكاملة ومشاريع أخرى.
بالرغم من الاكراهات والصعوبات التي واجهتنا، فقد كنا مسلحين بالتفاؤل والأمل والإصرار والعزيمة، حيث مكنتنا هذه المهارات الحياتية من إنجاز مشاريع تنموية واعدة بهذا الإقليم، نفخر بها اليوم كلما مررنا بجانبها، أو تلقينا إشادات عنها، نعتز أيما اعتزاز أيضا حين نحس بالتجاوب الإيجابي كلما وطأت أقدامنا هذا الإقليم، مستشعرين أن ما يجمعنا مع أحبابنا في هذا الإقليم، هو أكثر مما يفرق، يجمعنا معهم الود والاحترام والتقدير..
سعادتنا اليوم ونحن نلتقي برجالات هذا الإقليم كامنة في حسن النية التي لمسناها، وكذا طي صفحة الماضي، لما قبل كورونا، واستبدال كل هذا بصفحة جديدة بيضاء عنوانها “إلى العمل يا وطني” فالكل جاهز لمعركة البناء والتشييد، وحل المشاكل، وتمهيد السبل أمام العراقيل التي تواجهنا كمستثمرين ورجال أعمال، مستحضرين الانطلاقة الجديدة لمغرب ما بعد الوباء الذي أوقف عقارب الزمن لبرهة، فلا مجال اليوم للتأخر ولا العرقلة التنموية، التي لا تخدم مصالح الوطن والمواطنين، فمتمنياتنا الصادقة بأن تعمل الإدارة على التسريع من الوثيرة، وحماية المقاولات المواطنة من تداعيات هذا الوباء الفتاك، بغية تحريك عجلة الاقتصاد وخلق الثروة ومناصب الشغل بجميع أقاليم المملكة والوطن ككل.
فالوطن هو لجميع مواطنيه، والمواطنة حق ثابت تقتضي معرفة جيدة بالعلاقة بين الفرد والدولة سواء في الحقوق أو الواجبات، بدءا بالانتماء والولاء و الثوابت الوطنية الخالدة ( الله – الوطن – الملك)، ووصولا بواجب الدولة اتجاه المواطن وحمايته وتأمين عيشه الكريم، والسهر على تعزيز قدراته.
زيارتنا لإقليم قلعة السراغنة في هذا اليوم السعيد، ليست بطعم اقتصادي كرجال أعمال فحسب، بل نحل به كسياسيين أيضا، نحاول أن نتملك خطابا سياسيا ندافع به عن المصالح العليا للوطن، ونساند المؤسسات الدستوية وندعم عملها وفي مقدمتها مؤسستنا الملكية تاج رؤوسنا، والانخراط بقوة وراء توجيهات صاحب الجلالة الملك محمد السادس حفظه الله، وكلنا أمل في المستقبل الواعد لبلادنا، في كل شبر من ترابه العزيز.
إن زيارتنا اليوم لإقليم السراغنة، تحمل رسالة الود والمحبة، لجميع الفرقاء السياسيين، فمهما كان الاختلاف في وجهات النظر، فيدنا ستبقى مدودة للجميع من أجل مصلحة الإقليم، وتحقيق المصلحة العليا للوطن، فنحن جميعنا خدام للأعتاب الشريفة في هذه المملكة الشريفة، تاريخها الجميل شاهد على ملاحم خالدة للتنمية، قادها ملوك الدولة العلويون، في مشاهد من التلاحم التي خلدت لثورة ملك وشعب، بقيت نبراسا متالقا للأجيال المتلاحقة، إن إقليم السراغنة سيبقى عزيزا ولن نتوانى في تنميته وخدمة ساكنته، فقد علمتنا السياسية من قلب الأحرار أن الإنصات لهموم الشعب والدخول لغمار السياسة لا يقل أهمية عن ما انجزناه بالإقليم من مشاريع تنموية مهمة. فتحية خالصة لشرفاء هذا الإقليم ومسؤوليه الوطنيين ولرجالاته الافذاذ، فقد اكرموننا بحسن الضيافة وغمرونا بمشاعر الحب والوفاء
عبد الرزاق الزرايدي بن بليوط ، رئيس مجموعة رؤى فيزيون الإستراتيجية