يخلد الشعب المغربي ومعه أسرة المقاومة وجيش التحرير في مستهل شهر أكتوبر من كل سنة، ذكرى الانطلاقة المظفرة لعمليات جيش التحرير بشمال المملكة التي يتم هذه السنة تخليد ذكراها الـ 65 ،باعتبارها معلمة وضاءة في سجل ملحمة التصدي للوجود الاستعماري من أجل تحقيق استقلال المغـرب ووحدته وعودة الملك المجاهد جلالة المغفور له محمد الخامس ورفيقه في الكفاح والمنفى جلالة المغفور له الحسن الثاني والعائلة الملكية الشريفة من المنفى السحيق إلى أرض الوطن، معلنا رحمه الله عن انتهاء فترة الحجر والحماية وإشراقة شمس الحرية والاستقلال.
لقد برز جيش التحرير المغربي في ساحة النضال كخلاصة وتتمة لما قامت به وأسدته المقاومة المغربية وبالطبع فجل الأعضاء البارزين والمؤسسين للجيش قد لعبوا أدوارا هامة في ملحمة المقاومة من يوم نفي السلطان إلى يوم رجوعه إلى العرش
فمنذ أواخر سنة 1954، بادر المجاهدون للحصول على السلاح وتأسيس خلايا وتشكيلات وفرق لجيش التحرير، وتم فتح مراكز للتدريب على استعمال السلاح وحرب العصابات والتخطيط لتنظيم الهجومات على ثكنات المستعمر متخذين من المنطقة الخليفية بشمال الوطن، التي كانت تحت الحماية الإسبانية، مجالا لهذه التداريبولإعداد المخططات، والتحقت العناصر القيادية لحركة المقاومة آنذاك بالمنطقة الشمالية من الوطن للإشراف على تأطير جيش التحرير ليضطلع بمهام التحرير والخلاص من الاحتلال الأجنبي.
فما هو دور جيش التحير يشمال المملكة في تأسيس جيش التحرير باقليم الخميسات؟
اعتبرت المنطقة الشمالية كمكان أمن للعديد من المقاومين الزمورين إما فرار من السجن وإما نتيجة حملة الاعتقالات التي بدأت يشنها الفرنسيون ضدهم وعند وصولهم إلى الشمال واحتكاكهم بإخوانهم الشماليين رأوا بالعيان نشأة جيش التحرير هناك وانخرطوا فيه مستهدفين من التنظيم ومن التخطيط وبعدها فكروا في الرجوع إلى مناطقهم خاصة منطقة زمور للعمل على تأسيس طلائع ومجموعات مسلحة تلعب نفس الدور الذي من أجله ظهر الجيش بالشمال من جهة ويتابعون حركتهم التحريرية التي بدأوها منذ سنتين من جهة أخرى فكان لهم ذلك فرجعوا إلى زمور لينشئوا مجموعات مسلحة تخضع لعمليات التدريب والتخطيط العسكري منهم محمد الميلودي ،محمد بن حمو ،عسو أبو بكر ،جناح بن عاشر ،الطاهري الطاهر ،وارحو بوعزة.
هذا وقد عرفت أعمال هذا الجيش نجاحا كبيرا وأثرا على المستعمر عجل في فتح الحوار مع المغاربة قصد حل المشكل بين البلدين وبالتالي إرجاع الملك محمد الخامس نصره الله إلى ارض الوطن في 16 نونبر 1955 وحصولنا على الاستقلال في 18 نونبر 1956 .
المراجع المعتمدة: – د.مولود رشاد،”قبائل زمور في مواجهة الإحتلال الفرنسي 1911-1956 مدينة الخميسات وباديتها نموذجا” منشورات المندوبية السامية لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير طبعة 2017 .