افتتحت الإمارات، صباح اليوم الأربعاء، قنصلية عامة لها في مدينة العيون، كبرى مدن إقليم الصحراء المغربية.
وترأس حفل افتتاح قنصلية الإمارات بالصحراء المغربية وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج ناصر بوريطة، وسفير الإمارات بالمغرب العصري سعيد أحمد الظاهري.
وحلت وسائل إعلام وطنية وعربية ودولية بمدينة العيون المغربية لمتابعة هذا الحدث التاريخي، الذي يتزامن مع تخليد المغرب الذكرى الـ 45 للمسيرة الخضراء التي تُصادف يوم الجمعة 6 نونبر الجاري.
ويأتي قرار افتتاح قنصلية الإمارات بالعيون عقب الاتصال الهاتفي الذي جمع الملك محمد السادس والشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة بدولة الإمارات العربية المتحدة.
وكان الملك محمد السادس قد عبر عن “شكره الجزيل وتقديره الكبير لولي عهد الإمارات العربية المتحدة على هذا القرار التاريخي الهام الداعم للوحدة الترابية للمملكة على هذا الجزء من ترابها، خاصة وأن الإمارات شاركت في المسيرة الخضراء المظفرة”.
كما أعرب الملك محمد السادس، حسب بلاغ سابق للديوان الملكي، عن “اعتزازه العميق بقرار الإمارات كأول دولة عربية تفتح قنصلية عامة بالأقاليم الجنوبية للمملكة، وهو قرار يجسد موقفها الثابت في الدفاع عن حقوق المغرب المشروعة وقضاياه العادلة، ووقوفها الدائم إلى جانبه في مختلف المحافل الجهوية والدولية”.
ودأبت دولة الإمارات العربية المتحدة على مساندة المغرب في كل قضاياه، وعلى رأسها قضية الصحراء المغربية، وذلك داخل منظمة الأمم المتحدة وفي إطار الشراكات الجهوية.
وفي السياق ذاته، جدد الجانب الإماراتي في محضر الدورة الخامسة للجنة المشتركة بين البلدين (أبو ظبي، 21-22 ماي 2018) التأكيد على “موقفه الداعم لمغربية الصحراء، وأن أي حل لهذا النزاع الإقليمي المفتعل لا يمكن أن يكون إلا في إطار سيادة المملكة المغربية ووحدتها الترابية”.
من جهتها، تدعم المملكة المغربية دولة الإمارات العربية المتحدة في موقفها بشأن احتلال إيران للجزر الثلاث: أبوموسى وطنب الكبرى وطنب الصغرى.
ويعد قرار دولة الإمارات العربية المتحدة افتتاح قنصلية عامة لها بمدينة العيون لبنة جديدة من لبنات العلاقات الاستراتيجية بين البلدين الشقيقين. كما تضع هذه الخطوة التاريخية حدا للإشاعات التي كانت تروج بين الفينة والأخرى بشأن وجود “توتر صامت” بين الرباط وأبوظبي.
الاستثمارات الإماراتية
تأتي الاستثمارات والتمويلات المباشرة الإماراتية بالمغرب في المرتبة الأولى عربيا، كما أصبحت تتصدر الاستثمار الأجنبي في سوق الأسهم المغربية بقيمة سوقية تناهز 88.9 مليار درهم (9.36 مليار دولار)، بزيادة 1.6%، وأصبحت الاستثمارات الإماراتية تمثل حصة 47% من إجمالي الاستثمارات الخارجية في الأسهم المغربية المدرجة في البورصة.
وبلغت الاستثمارات الإماراتية المباشرة في المغرب مليارين و79 مليون درهم (مغربي) سنة 2018، وما يناهز مليارين و441 مليون درهم سنة 2019، ومليارا و300 مليون درهم في النصف الأول من السنة الجارية. وتعتبر الإمارات أول مستثمر عربي في المغرب بقيمة استثمارية إجمالية تبلغ 15 مليار دولار، وذلك من خلال 20 مؤسسة وشركة عاملة في قطاعات العقار والسياحة والفلاحة والصناعة والصحة.
ومن أهم الاستثمارات الإماراتية الاستراتيجية في المغرب، في السنوات الأخيرة، شركة “اتصالات” الإماراتية، التي تملك 53% من رأسمال شركة “اتصالات المغرب”، والشركة المغربية الإماراتية للتنمية (SOMED)، أنشئت سنة 1982، وهي شركة قابضة خاصة ذات رأسمال يبلغ 950 مليون درهم، ومن بين المساهمين في رأسمالها الصندوق المهني المغربي للتقاعد (CIMR)، كما تستثمر في مجالات الصناعة المعدنية والتجارة والعقار والفندقة.
وعلى مستوى التبادل التجاري، بلغت واردات المغرب من الإمارات سنة 2019 ما مجموعه 6974.6 مليون درهم (مغربي)، فيما بلغت الصادرات إلى الإمارات 585.9 مليون درهم، من بينها 29.1 مليون درهم كصادرات من السيارات السياحية.