في خطاب قوي ورد عملي على مناورات خصوم الصحراء المغربية …
من دلالات خطاب جلالة الملك :
خطاب جلالة الملك محمدالسادس، يؤكد مرة أخرى أن مسيرة النماء بالنسبة للمغرب مستمرة و متواصلة في أقاليمه الجنوبية، وتعبئته مستمرة على المستوى الديبلوماسي، والسياسي والقانوني، والتنمويو الاقتصادي.
فخطاب جلالته بمناسبة الذكرى 45 للمسيرة الخضراء ، هو خطاب قوي، ورد عملي على استفزازات الكيان الوهمي، يؤكد جلالته من خلاله، على أن مغربية الصحراء، مكسب للجميع، سواء من الناحية الاقتصادية، أو التنموية، لأنه يفتح آفاقا واعدة لتعزيز شراكة المغرب مع دول الجوار، كما ان تثبيت الأمن وتكريس سيادة المغرب سيفتح الآفاق كبيرة لتعزيز الشراكات مع جميع أصدقاء المغرب وجيرانه وضمان الاستقرار. فقضية الصحراء المغربية هي مسيرة لا حدود لها ولاتقف في الزمان أوالمكان، لأن المغرب بقيادة جلالته، ماض في ترسيخ المكتسبات بهدوء ورصانة، مكرسا لمسؤولية المغرب السياسية، في الحفاظ و الترحيب بلغة الحوار من أجل الاستمرار في إيجاد حل توافقي سلمي، والاستمرار أيضا في تعزيز الجدار الديبلوماسي للمغرب، وتمنيع الحق المغربي عبر سياسات مختلفة، تم تدشينها عبر مفهومين أساسين، المفهوم الأول لافتقادها هو مفهوم تنموي خاص بالصحراء،
يعتمد بالأساس على البعد البحري، والنهوض تنمويا واقتصاديا، بالقطاع البحري، ودعم والنهوض بالمخطط الأزرق، وربط كل هذه الدينامية التنموية بما أكد عليه جلالته من استمرار المغرب في ترسيم حدوده البحرية، وهو هنا يساير المشروعية الدولية التي تحفظ للمغرب حقه في الصحراء، فلم تعد منطقة الصحراء المغربية، قاعدة للتعاون الإفريقي والدولي والمغاربي، فحسب بل هي منطقة وستعزز من استتباب الأمن، وتعزيز الشراكات الاقتصادية، بما يعود بالنفع على المغرب، وعلى دول الجوار، ويخدم البعد الجيواستراتجي وسياسي لبلادنا، فهي تنمية صحراوية مسنودة بالشرعية القانونية والديبلوماسية والاقتصادية والأمنية، ومن تم فقضية وحدتنا الترابية، و هي قضية تعبئة مستمرة في الزمان والمكان، ولهذا فهي نموذج في التعبئة الجماعية والانضباط، وصد كل الأطروحات المتجاوزة، لأن المغرب يتوفر على حلول واقعية، تقوم أساسا على حل توافقي، وهو
ينسجم مع مبادرة الحكم الذاتي، التي يطلقها المغرب، ولهذا حق للمغرب أن يفتخر بما حققته ديبلوماسيته بقيادة جلالة المحمد السادس حفظه الله، حين كشف جلالته أن ” الأغلبية الساحقة من المجتمع الدولي، ترفض الانسياق وراء نزوعات الأطراف الأخرى. فقد بلغ عدد الدول، التي لا تعترف بالكيان الوهمي 163 دولة، أي 85% من الدول الأعضاء في منظمة الأمم المتحدة. وقد تعزز هذا التوجه باعتماد القوى الدولية الكبرى لمواقف بناءة، ومنها إبرام شراكات استراتيجية واقتصادية، تشمل دون تحفظ أو استثناء، الأقاليم الجنوبية للمملكة، كجزء لايتجزأ من التراب المغربي. واستنادا إلى هذه المكتسبات، يؤكد المغرب التزامه الصادق، بالتعاون مع معالي الأمين العام للأمم المتحدة، في إطار احترام قرارات مجلس الأمن، من أجل التوصل إلى حل نهائي، على أساس مبادرة الحكم الذاتي”.
ومن تم ما ينبغي التنويه به بناء على خلاصات الخطاب الملكي اليوم، وهو أن المغرب ثابت ولن تؤثر عليه استفزازات الأعداء والخصوم، فهي مجرد هروب للإمام ليس إلا.
كما يؤكد جلالته ايضا على “رفض المغرب القاطع، للممارسات المرفوضة، لمحاولة عرقلة حركة السير الطبيعي، بين المغرب وموريتانيا، أو لتغيير الوضع القانوني والتاريخي شرق الجدار الأمني، أو أي استغلال غير مشروع لثروات المنطقة”.
وليشدد أن” المغرب إن شاء الله، سيبقى كما كان دائما، متشبثا بالمنطق والحكمة؛ بقدر ما سيتصدى، بكل قوة وحزم، للتجاوزات التي تحاول المس بسلامة واستقرار أقاليمه الجنوبية”.
كما يخلص جلالته أن دولة المغرب “واثقة بأن الأمم المتحدة والمينورسو، سيواصلون القيام بواجبهم، في حماية وقف إطلاق النار بالمنطقة”.
كما يشدد الخطاب الملكي على أهمية النهوض بكل ما وتنموي كما أسلفنا، ليقول جلالته بكل ثبات وعزم، أن بلادنا تحت قيادته، عازمة على مواصل” العمل على تطوير اقتصاد بحري حقيقي، بهذه الأقاليم العزيزة علينا؛ لما تتوفر عليه، في برها وبحرها، من موارد وإمكانات، كفيلة بجعلها جسرا وصلة وصل بين المغرب وعمقه الإفريقي. وفي هذا الإطار، يتعين الاستثمار في المجالات البحرية، سواء تعلق الأمر بتحلية ماء البحر، أو بالطاقات المتجددة، عبر استغلال مولدات الطاقة الريحية، وطاقة التيارات البحرية. وبموازاة ذلك، يجب مواصلة النهوض بقطاع الصيد البحري، لدوره في النهوض باقتصاد المنطقة، وإعطاء دفعة جديدة، للمخطط الأزرق، تجعل منه دعامة استراتيجية، لتنشيط القطاع السياحي بها، وتحويلها إلى وجهة حقيقية للسياحة الشاطئية.
ليختم جلالته هذا الخطاب القوي، على أن ” الوفاء لروح المسيرة الخضراء، ولقسمها الخالد، يتطلب من جميع المغاربة، مواصلة التعبئة واليقظة، والعمل الجاد والمسؤول، لرفع التحديات الداخلية والخارجية.
فعلينا جميعا استحضار هذه الروح، وهذه القيم، لمواصلة إنجاز المشاريع، التنموية والاجتماعية، والدفاع عن مصالحنا وقضايانا العادلة، وتعزيز مكانة المغرب في محيطه الإقليمي والدولي”.
بقلم : عبد الرزاق الزرايدي بن بليوط ، رئيس مجموعة رؤى فيزيون الإستراتيجية و رئيس مكتب غرفة التجارة المغربية الإفريقية البرازيلية بالمغرب