المقاربة التنموية ماضية و التدخل المغربي انتصار كبير واستكمال لسيادة المملكة و”البوليساريو” قطاع طرق وميلشيات إرهابية يائسة
أبرز عبد الرزاق الزرايدي بن بليوط رئيس مجموعة رؤى فيزيون الإستراتيجية ، في اللقاء الصحفي مع اذغة خاصة مغربية ، أن التدخل المغربي حمل رسالة مفادها، أن المغرب لا يتساهل في قضية الوحدة الترابية للمملكة، فرغم الحكمة والصبر الذي تميز بهما الموقف المغربي، كان مضطرا لاتخاذ مثل هذه القرارات. ومن تم لم يكن تحرك القوات المسلحة الملكية تحركا عدوانيا، بل هو تحرك لتأمين المعبر، واستتباب الأمن، ولإحقاق الحق، وفقا للشرعية الدولية، دون أن ننسى أن المجتمع الدولي وفي مقدمتهم مجلس الأمن في قراره الأخير، كان نبه جبهة البوليساريو على أن ما تقوم به في معبر الكركرات هي تحركات غير شرعية، وتؤثر على العملية السلمية.
لقد أوضح أيضأ أن التدخل المغربي في الكركرات جاء بعد انتصار ديبلوماسي كبير، في القرار 25-48، الذي أكد على أن المقاربة السياسية الواقعية للمملكة المغربية، التي تتجلى في مقترح الحكم الذاتي الموسع في أقاليمنا الجنوبية هي المقاربة الواقعية، وهو الأمر الذي ترسخ مع افتتاح العديد من الدول الإفريقية والعربية لقنصلياتها بمدينتي العيون والداخلة، وهو ما يبين على أن المسار المغربي ماض، وبدأ يكتمل.
ومن تم شددت على أن تحركات البوليساريو هي تحركات يائسة وبينت أن هذا الكيان الوهمي، أصبح أمام أنظار العالم مجرد ميلشيات قطاع الطرق وإرهابية، هدفها هو خلق القلائل، لأن ليس من أهدافها أن تجد حلولا سلمية بعيدة الأمد.
كما بينت في تحليله لأبعاد التدخل المغربي، بأنه انتصار كبير للمغرب، وهو استكمال لسيادة المغرب، دون أن ننسى أيضا أن المغرب وجه من خلال هذا التدخل رسالة للاعب الرئيسي في هذا الصراع الذي دام 45 عاما، ألا وهي الجزائر، فهي بهذه العملية النوعية يؤكد المغرب، بأن الطريقة المثلى لحل هذا النزاع، هو الحوار والمفاوضات المباشرة، من أجل استكمال الوحدة المغاربية، ومن أجل تحقيق مقاربة التنمية والاقتصاد والرفاهية، وهذا ما يريده المجتمع الدولي، لأن العالم يعيش وضعا غير مستقر، وهناك أزمة اقتصادية خانقة، جراء التداعيات غير المسبوقة، لوباء كورونا، والعالم بأسره اتجه نحو التعاون الدولي، وتكريس مقاربات التكتلات من أجل التموقع في عالم الغد، لأن العالم ما قبل كورونا ليس هو العالم ما بعد كورونا، وهذه فرصة لحكام الجزائر، لكي يضعوا ايديهم بيد المغرب والذهاب قدما بالمقاربة التنموية إلى أبعد مدى، فبفضل التكامل المغاربي، يمكن أن نتقدم باتحاد المغربي العربي، حتى يكون فاعلا وقوة إقليمية فاعلة على الصعيد العالمي.
وعن السيناريوهات المرتقبة لهذا التدخل المغربي، أوضح، أن السيناريو الأمثل، هو أن ميليشيات البوليساريو أخذوا درسا كبيرا، وتيقنوا أنهم لا يمكن لهم أن يوقفوا عجلة التنمية بالمغرب، لأنه دولة قوية، بتماسكها ووحدة ترابها، وبالإجماع الوطني، فقضية الصحراء، واستكمال الوحدة الترابية، هي مسألة وجود بالنسبة للمغرب. وتوقعت في ذات اللقاء الصحفي، أن يكون هناك ضغط كبير على الجزائر من طرف المنتظم الدولي من أجل إنهاء هذا الصراع، لأن ميزان القوة هو لصالح المغرب، ولا يمكن أن نقارن ميلشيات إرهابية وقطاع الطرق، بدولة قوية، تمد يدها دائما لإخواننا المحتجزين في تندوف.
كما توقع أيضا، أن المغرب سيتجه لتحقيق المقاربة التنموية، واستكمال المشاريع المهيكلة في الصحراء، والتي تشكل رمز للتعاون جنوب- جنوب، وهذا عمق استراتيجي لصالح المغرب، من أجل تقوية العلاقات التجارية مع افريقيا، وحتى يبقى المغرب حلقة وصل بين العالم وهذه الأخيرة.