ظهر جليا خلال جائحة “كورونا”، خاصة في بداية الأزمة واشتداد الوضع، كيف أن أسماء “مؤثرين” و”مشاهير” و”يوتوبرز” تواروا إلى الخلف؛ بينما تصدر المشهد الأطباء والممرضون والعلماء وذوو الاختصاص.
ويتجه المغرب إلى الرفع من شأن العلماء في الاختصاصات الطبية والعلمية والتكنولوجية، والاعتناء بفئة المثقفين والمفكرين والمبدعين في مختلف المجالات التي تهم حياة وازدهار البلاد.
وتورد مصادر “بالمقلوب” أن التوجه الرسمي يسير نحو إعطاء عدد من الأسماء التي بزغت في العلوم والاختراعات مناصب عليا في القطاعات التي تتصل باهتمامات هذه الأسماء وانشغالاتها العلمية والتقنية والفكرية.
وهكذا، فإن أسماء من قبيل المخترع البروفيسور رشيد اليزمي، والعالمة كوثر حفيظي ، وعالم الفضاء كمال الودغيري، والطبيب الشاب يوسف العزوزي، والمبتكر ماجد البوعزاوي، ومنصف السلاوي أيضا، مرشحة لمناصب عليا في مستقبل الأيام.
وأما في مجالات الفكر والثقافة، فإن أسماء من قبيل عبد الله العروي وطه عبد الرحمان ومحمد سبيلا ومحمد برادة والطاهر بنجلون وآخرين لا يتسع المقام لذكرهم سوف يحظون بكثير من التشريف ورد الاعتبار، في وسائل الإعلام الرسمية خصوصا.
والدولة إذ تعتزم الرفع من شأن هذه القامات السامقة في مجالات الابتكار والعلوم والفكر، فلأنها أدركت ـ ولو متأخرة ـ أن هؤلاء شكلوا وما زالوا خير سفراء للمملكة في أرجاء المعمور، حيث عرف المغرب بفضل إنجازاتهم وعطائهم اللا محدود.
وكان المغاربة يطالبون بتكريم وإعادة الاعتبار لمبدعين ومخترعين حققوا نتائج لو تحققت في بلدان أخرى لأقيمت تماثيل لهم ولسميت شوارع بأسمائهم، مثل البروفيسور رشيد اليزمي الذي من بين اختراعاته التي فاجأت العالم شحن بطاريات السيارات الكهربائية في مدة لا تتجاوز 20 دقيقة، فضلا عن تعاونه مع وكالة الفضاء الأمريكية “ناسا” لإرسال مركبات تعمل بالبطاريات القابلة للشحن إلى كوكب المريخ. و العالمة كوثر حفيظي مديرة قسم الفيزياء بمختبر أرغون الوطني في الولايات المتحدة الأمريكية، أول مرة تصل امرأة من شمال أفريقيا إلى هذا المنصب بواحد من أشهر مختبرات العلوم الأمريكية.
ومقابل رفع شأن المخترعين والمفكرين والعلماء، فإن الدولة تتوجه صوب تهميش ما بات يصطلح عليهم بـ”التافهين”، خصوصا الذين يتصدرون مواقع التواصل الاجتماعي وحتى شاشات التلفزيون المغربي.
ويتم التفكير حاليا، وفق مصادر ، في محاصرة “مد التفاهة” من خلال دعم صناع المحتويات الهادفة؛ ولكن أيضا فرض غرامات كبيرة على ناشري المحتويات الساقطة والتافهة، من قبيل: “أجيو تشوفوني مدابزة مع حماتي”، و”دخلو شوفو المقلب في راجلي”، وغيرها من التفاهات التي جثمت على نفوس المغاربة حينا من الدهر…