لقد قدمت البارحة رأيي الشخصي بخصوص مشاركة منتخباتنا الوطنية في الألعاب المتوسطية المقامة في وهران ، لأنني لا أرضى أن يهان أبطالنا وجمهورهم المشجع ، بالتنقل عبر طائرات أجنبية لا تحمل ألوان السيادة المغربية ، للتمكن من النزول بمطارات الجزائر بسبب حفنة من المجرمين الذين قرروا فجأة منع كل طائراتنا المرحب بها في كل دول العالم ، من اعتلاء أجوائهم المتسخة .
لا أرضى أبدا أن يصطف البعض من أبنائنا على الحدود البرية الجزائرية التونسية، للدخول إلى أرض لا تتوفر على عشر معشار جمالية بلادنا ، نعم إنني أقصد الجزائر التي لا يرغب أحد في العالم بزيارتها على عكس بلادنا التي يتخاطف الناس لزيارتها من أجل سياحة والاستكشاف ، إنها الجزائر التي يحكمها وحوش همج ، لا يقاسون أبدا بمستوى أخلاق حكامنا ومسؤولينا على جميع المستويات ،إنها الأرض التي حكمناها كلها أو جلها لقرون، أرض أقنعتنا اليوم يقينا بأن أجدادنا أخطؤوا في حقنا ، لما شرعوا أبواب المملكة لإيواء أهلها ،عندما لجأوا إليهم جياعا و حفاة و عراة، هاربين من سوط وبطش المستعمر الفرنسي الذي بدا لنا اليوم أنه كان محقا في جلد ظهورهم، إنهم حكام من فصيلة من لا يشترون إلا والعصا معهم، أنجاس و مناكيد، تقاسم معهم أباؤنا أرزاقهم، أسكنوهم بيوتهم، علموا أبناءهم وبناتهم ، رحبوا كل الترحاب بقاداتهم و أطرهوم ،سلحوهم ودعموهم في قضيتهم، ولما حصلوا على استقلالهم ، خانوا العهود التي قدموها للأيادي التي مدت لهم يد العون ، و استولوا على صحرائهم الشرقية التي أخدتها منا فرنسا قبل أن تسلمها لهم، بسبب عنادنا معها ،وإصرارنا على عدم خيانتهم .
أنذال جيشوا أنذالا مثلهم ،و دعموهم بالأموال والرجال و السلاح ليسجنوا ويقتلوا أبناءنا ،ويرملوا نساءنا، ويتيموا أطفالنا، بهدف تقسيم أرض كانت ولازالت وستبقى أرضنا ، ومع ذلك لا زلت أسمع بعضا من المغاربة، من لازال يدفع معهم بالتي هي أحسن، و لازال يرغب في أن تذهب فرقنا إلى أوكارهم ، بدعوى أنه واثق من كونها ستهزمهم في عقر دارهم، و ستعلو فوق رؤوسهم و منصة التتويج بألقاب دورتهم ، وتفرض عزف نشيدنا الوطني على مسامعهم ، مما سيزيد في غضبهم و احتقانهم .
أقول لهؤلاء:” أنني لا أبحث على غضبهم، أريد فقط غضب الله عليهم ، وأن يرينا عجائب قدرته فيهم ، أنني شخصيا لا يشرفني أن أسمع نشيدنا الوطني المقدس يعزف من قبل فرقة جزائرية تتعمد إفساد لحنه ، و لا أريد أن نستلم من أيادي مسؤوليهم القذرة نحاسا ،ولا فضة ،ولا حتى ذهبا ، و لا أريد الذهاب إلى مكان لا افرض فيه مكانتي ، ولا أقدر فيه حق التقدير ، إنني لن أتحمل كل الإهانات و الإستفزازات من أجل ميدالية برونزية أو فضية أو ذهبية ” .