أكد سفير المغرب في دكار، حسن الناصري، أن التوقيع مؤخرا في الداخلة على اتفاقيتين تهدفان إلى تعزيز الشراكة بين المغرب والسنغال في مجالات اللامركزية وتكنولوجيا الإعلام والاتصال والطيران المدني، “تعبير عن تقارب في وجهات النظر بين البلدين الذين تحذوهما الرغبة في توفير الشروط الضرورية والمثلى للنهضة المشتركة.
وقال الدبلوماسي المغربي في حديث مع صحيفة “لا غازيت”، نشرته في عددها الأخير، إن “ذلك تعبير عن التزام متجدد باحترام الإرث التاريخي للآباء المؤسسين لهذه العلاقة الاستثنائية”.
وأضاف: “هذه آليات جديدة تثري وتكمل ما هو موجود بالفعل، وبالتالي تستجيب للتطورات والاحتياجات الناشئة في مجال التعاون في بيئة إقليمية ودولية متغيرة باستمرار”، موردا أن “الهدف النهائي هو توفير الشروط الضرورية والمثلى للنهضة المشتركة”.
وأشار الدبلوماسي المغربي إلى أن التعاون بين جمهورية السنغال والمملكة المغربية “القائم على مبدأ المصير المشترك، بكل ما يعني ذلك، يشمل كافة المجالات دون استثناء، بما في ذلك المجالات العسكرية والأمنية”.
يذكر أنه تم التوقيع بالأحرف الأولى على الاتفاقيتين من قبل وزير الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج ناصر بوريطة، ووزيرة الخارجية والسنغاليين بالخارج عيساتا تال سال، على هامش حفل تدشين القنصلية العامة للسنغال بالداخلة.
وتحدد الاتفاقية الأولى للتعاون في اللامركزية إطار التعاون بين البلدين في هذا المجال.
أما الاتفاقية الثانية فتتعلق بالتعاون في مجال تكنولوجيا الإعلام والاتصال، مستهدفة وضع إطار للتبادل والتعاون في مجال تكنولوجيا المعلومات والاتصالات بهدف توفير فرص التنمية الاقتصادية والاجتماعية والثقافية للبلدين.
ومن جهة أخرى، أشار السفير في هذا الحوار إلى أن المغرب، تحت قيادة الملك محمد السادس، “كان بطبيعة الحال مسرورا منذ البداية بتولي السنغال الرئاسة الدورية للاتحاد الإفريقي. وعبر عن التزامه بمواكبتها ودعمها في إنجاح جدول أعمال هذه الرئاسة الذي يعد متماهيا بشكل ذكي وعملي وأجندة 2063 للاتحاد الإفريقي”.
وقال إن ذلك “يندرج في سياق تطابق الآراء والتفاعل المستمر القائم على رأس دولتينا، ويعزز القيادة المعروفة والمعترف بها للسنغال، لفترة طويلة، والاحترام الذي تتمتع به على الساحة الدولية”.
وأكد الدبلوماسي المغربي أن الرئاسة السنغالية للاتحاد الإفريقي تأتي في “سياق مثير للقلق يميزه وباء كوفيد-19 وتداعياته الاجتماعية والاقتصادية والسياسية، التي تتجلى انعكاساتها بشكل أكبر على البلدان الإفريقية”.
وأشاد في هذا الصدد بـ”الرؤية والبراغماتية” التي تسم الدبلوماسية السنغالية التي “حددت بالفعل إيقاع ودينامية هذه الرئاسة بشكل بارع.
وردا على سؤال حول الموقف الجديد لمدريد فيما يتعلق بالصحراء المغربية، أشار الناصري إلى أن إسبانيا، القوة الاستعمارية السابقة لجهة الصحراء، ومن خلال إعلان رئيس حكومتها بيدرو سانشيز، “تظهر التزامها بعملية تسوية هذا النزاع في إطار السيادة المغربية، باعتبارها الخيار الوحيد الجاد والواقعي وذي المصداقية”، وتسير في ذلك على خطى ألمانيا والولايات المتحدة، وأيضا العديد من الدول الشقيقة والصديقة التي وقفت على الدوام مع الحقوق المشروعة للمغرب، وتعد السنغال من أوائلها.