أشاد أكسل بلعباسي، القيادي في حركة استقلال منطقة القبائل (MAK) والمقيم في فرنسا، بدعم السفير الممثل الدائم للمغرب لدى الأمم المتحدة لمطالب استقلال منطقة القبائل، داعيا إلى تعزيز العلاقات بين الطرفين عبر استقبال وفد قبائلي رسمي في الرباط وفتح سفارة للحركة السياسية بالعاصمة المغربية وقنصلية بالأقاليم الجنوبية للمملكة المغربية.
واستغرب القيادي في حركة استقلال منطقة القبائل ازدواجية خطاب النظام الجزائري بعد ردود الفعل العنيفة ضد المغرب، وقال إن الجزائر تتعامل بمنطق “حرام عليك وحلال عليّ”؛ أي إنها من حقها أن تحتضن وتمول وتسلح جبهة البوليساريو في حين ترفض الدعم المغربي الذي لا يتعدى الموقف الدبلوماسي المعبر عنه.
و أضاف الناشط القبايلي أن الشعب القبائلي لديه تاريخ، وعلى المغاربة أن يعرفوا أن بلاد القبائل كانت مستقلة قبل مجيء الاستعمار الفرنسي سنة 1830. في ذلك الحين لم يكن هناك شيء أو بلد اسمه الجزائر، لكن بعد توغل فرنسا في شمال إفريقيا عمدت إلى إنشاء الجزائر من خلال الجنرال “شنايدر” الذي قام بتأسيس هذا الكيان سنة 1839.
وسنة 1857 دخلت فرنسا إلى منطقة القبائل التي كانت مستقلة ونشبت حرب بينهما ومعارك طويلة، لكن خسرت القبائل ليعمد الاستعمار الفرنسي إلى إلحاق المنطقة بالجزائر. غير أن القبائل ثارت مرارا ضد الدولة الفرنسية التي كانت القوة الثالثة في العالم وقتها، ما حال دون تفوقها على هذا المستعمر. ولمواجهة هذه القوة اتفقت قيادات القبائل مع الجزائريين على التحالف ضد فرنسا، لتندلع الحرب الشهيرة بين 1954 و1962، حيث كان معظم القيادات في الصفوف الأولى من القبائل، حتى إن الاجتماع الأول الذي أعلنت فيه الحرب ضد فرنسا جرى وسط بلاد القبائل، ومن أصل 24 قياديا حضروا هذا الاجتماع كان 20 من القبائل.
وبعد الحصول على الاستقلال انقلبت الجزائر على القبائل وتشبثت بالحكم بمبرر أنها التي أنهت الاحتلال الفرنسي، وقامت بالأمر نفسه مع المغرب الذي ساعدها في الحرب ضد المستعمر، ما أدى إلى اندلاع صراع مسلح بين المغرب والجزائر بعد خروج الأخيرة عن مضامين الاتفاقية بين الطرفين.
وأمام هذا الوضع، رفع القبائليون سنة 1963 السلاح ضد الحكومة الجزائرية، رغم أن أغلب قيادات القبائل توفوا في الحرب الطويلة ضد فرنسا، لتخسر أيضا هذه الحرب للأسباب المشار إليها .
و أكد أكسل بلعباسي، أن النظام العسكري مارس على القبايليين أبشع أنواع الاضطهاد، إذ عمد أولا إلى تنحية لغتهم ، فكان مصير من يتحدث اللغة الأمازيغية هو القتل وليس فقط السجن. والعديد من القبايليين سقطوا لأنهم تكلموا بالقبائلية، وهناك أمثلة كثيرة على القمع الوحشي والتهميش لا يكفي الوقت هنا للحديث عنها وفق ما قال ..وقد حاولوا مرارا الثورة ضد النظام الجزائري لكن الشعب الجزائري أيضا كان يقف ضدهم ، ويفرح عندما يتم التنكيل بهم ، وكمثال على ذلك ما وقع لنا سنة 2001 عندما قتل النظام الجزائري 128 قبائليا والتي كان حلضرا فيه الناشط القبايلي دون أن يحرك الجزائريون ساكنا أو أن ينظموا ولو بوقفة تضامنية معهم تنادي بوقف الظلم الذي مورس عليهم .
بعد ذلك، أعلن فرحات مهني، رئيس حركة “الماك” (حركة استقلال منطقة القبائل)، رفقة بعض رفاقه ، ضرورة تغيير إستراتيجية النضال ليؤسسوا في البداية حركة للحكم الذاتي. وفي سنة 2010 تم تأسيس أول حكومة قبائلية مؤقتة في باريس، وفي 2013 أعلن رسميا عن مطلب تقرير المصير لبلاد القبائل ، وفي سنة 2018، وضع فرحات مهني بالأمم المتحدة مطلب استقلال القبايل ، وهو الملف اليوم الذي يتقدم درجة بدرجة.