تباحث رئيس مجلس المستشارين، النعم ميارة، اليوم الجمعة بالرباط، مع وفد من أعضاء المجموعة البرلمانية الإيطالية لدعم مخطط الحكم الذاتي في الصحراء المغربية، الذي يقوم حاليا بزيارة عمل للمغرب.
وذكر بلاغ لمجلس المستشارين أن ميارة سجل في مستهل هذا اللقاء اعتزازه بالعلاقات الجيدة القائمة بين المغرب وإيطاليا، معبرا عن حرص المجلس على تقوية علاقات التعاون مع مجلس الشيوخ الإيطالي من خلال تبادل الزيارات والخبرات وتنسيق المواقف والرؤى في المحافل البرلمانية الدولية، وكذا عبر تنشيط مجموعة الصداقة والتعاون بين المجلسين التي تم تجديدها مؤخرا.
وبخصوص الوحدة الترابية للمملكة، نوه السيد ميارة بمبادرة إحداث مجموعة برلمانية إيطالية لدعم مخطط الحكم الذاتي في الصحراء المغربية، لما توفره من فرصة لدعم السلام والأمن في منطقة البحر الأبيض المتوسط.
ووجه رئيس مجلس المستشارين، بهذه المناسبة، الدعوة لأعضاء هذه اللجنة لترتيب زيارة ميدانية للأقاليم الجنوبية قصد الوقوف، عن كثب، على مظاهر التنمية الاقتصادية والاجتماعية والحقوقية التي تشهدها هذه الربوع من المملكة، وكذا جمع المعطيات الميدانية التي من شأنها المساعدة على تشكيل صورة واضحة حول الملف ونقل حقائقه للرأي العام الإيطالي والأوروبي عموما.
وأضاف المصدر ذاته أن ميارة، نبه، خلال هذا اللقاء، إلى خطورة الأوضاع الأمنية والسياسية في منطقة الساحل والصحراء التي تعرف انتشارا متزايدا للعديد من المليشيات غير الخاضعة لأية رقابة، مما يتطلب العمل والتنسيق المشترك لمواجهة التحديات والتهديدات الأمنية الناتجة عن هذا الوضع المقلق والتي لا تقتصر على المنطقة، بل تمتد لجوارها الأوروبي أيضا.
وشكل هذا اللقاء فرصة لميارة لإثارة انتباه الوفد الإيطالي إلى استمرار المأساة الإنسانية المتعددة للنزاع، لا سيما بالنسبة لساكنة مخيمات تندوف التي تعيش ويلات القهر والاضطهاد والتشتت العائلي، داعيا في هذا الإطار البرلمانيين الإيطاليين إلى العمل والإسهام في وضع حد لهذه الأزمة المتفاقمة، خاصة في ظل تفشي ظاهرة اختلاس المساعدات الغذائية الإنسانية الموجهة من لدن الدول الأوروبية لمخيمات تيندوف، وبيعها في أسواق الدول المجاورة، وتوظيف الأرباح المتأتية من هذه التجارة غير المشروعة في تمويل عمليات تهريب الأموال والمخدرات والبشر التي تصل تداعياتها السلبية إلى أوروبا.
من جهته، أكد رئيس المجموعة البرلمانية الإيطالية أن الهدف الرئيسي لزيارة المجموعة للمغرب يكمن في دعم العلاقات الثنائية بين البلدين في مختلف الميادين، مثمنا الجهود الواقعية والملموسة التي يبذلها المغرب في هذا الصدد.
وخلص البلاغ إلى أن رئيس الوفد البرلماني ثمن جهود الأمم المتحدة وأمينها العام أنطونيو غوتيريش، ومبعوثه الشخصي، ستيفان دي مستورا، من أجل إيجاد حل توافقي وواقعي وذي مصداقية لهذا الملف.