أثار المغرب، أمس الاثنين، في الأمم المتحدة، الموقف الجديد للحكومة الإسبانية الداعم لمقترح الحكم الذاتي، “باعتباره السبيل الوحيد لإيجاد حل توافقي لمشكل الصحراء”.
وخلال أشغال اجتماع لجنة تصفية الاستعمار في مقر الأمم المتحدة، أكد عمر هلال، الممثل الدائم للمغرب لدى الأمم المتحدة، أن “إسبانيا وألمانيا وهولندا والفلبين وصربيا وهنغاريا ورومانيا هي آخر الدول التي اعترفت بأنه “لا يوجد خيار آخر وواقعي وذو مصداقية” خارج نطاق مقترح الحكم الذاتي.
وتوقف المسؤول المغربي عند “الاستقرار الذي تعرفه أقاليم الصحراء تحت الإدارة المغربية، حيث يتمتع السكان بجميع حقوقهم”.
وقد شكل نزاع الصحراء محور نقاش اللجنة التي تجتمع كل فترة داخل أروقة الأمم المتحدة، وفي الوقت الذي انضمت دول إلى مساندة المغرب في طرحه الداعم للحكم الذاتي عارضت دول أخرى هذا المقترح.
وحضر الجلسة ممثلون عن المجتمع المدني في الصحراء المغربية، حيث استشهد غالبيتهم بالموقف الجديد للحكومة الإسبانية ودعمها للحكم الذاتي.
وعبر السفير المغربي عن فكرته بالقول بأن “نزاع الصحراء هو قبل كل شيء صراع مغاربي بين الجزائر والمغرب”، متوقفا عند ردود أفعال الجزائر بشأن الموقف الإسباني الجديد حيث “تم سحب السفير من مدريد وتعليق معاهدة الصداقة مع إسبانيا”؛ وهو ما يعكس تورط الجزائر في هذا النزاع.
من جانبه، حاول السفير الجزائري أن يهاجم إسبانيا دون أن يذكرها بالاسم، حيث قال إن “المغرب يحاول فرض سياسة الأمر الواقع بمساعدة بعض الأطراف الخارجية” التي “انتهكت ميثاق الأمم المتحدة”.
وعملت جلسة لجنة إنهاء الاستعمار على تسليط الضوء على الدعم الذي يتمتع به كل من الأطراف، حيث عبرت عدد من الدول العربية والإفريقية عن دعمها لمقترح الحكم الذاتي؛ بينما تساند بعض الدول الإفريقية جبهة البوليساريو، وهي الجزائر وجنوب إفريقيا وأنغولا وزيمبابوي وأوغندا.
واتهم السفير المغربي نظيره الجزائري بأنه يمارس “الإرهاب الفكري”، كما قال إنه “لا يفهم كيف دافعت الجزائر بقوة عن حق الصحراويين في تقرير المصير منذ عام 1963، بينما هناك منطقة محتلة تحولت إلى سجن في الهواء الطلق وهي منطقة القبائل”.
وحاول السفير الجزائري مهاجمة المصالح المغربية من خلال ورقة الصحراء و”اللاجئين”، فيما رد السفير المغربي بقوة حيث أكد أن “الجزائر تمارس الإرهاب الفكري”.