بقلم: إسماعيل الحلوتي
لم يكن مفاجئا أن يعلن الاتحاد الإفريقي لكرة القدم “الكاف” في بلاغ رسمي عن تتويج ملك المغرب محمد السادس بجائزة “التميز الرياضي برسم سنة 2022”. وإذا كانت هناك من جهة سيغيظها هذا القرار، فهي بكل تأكيد “العصابة الحاكمة” بقصر المرادية في الجزائر ومعها أبواقها الإعلامية الصدئة، التي تكاد لا تتوقف عن إرسال سهامها المسمومة إلى صدر رئيس الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم فوزي لقجع، دون أن تكون قادرة على إصابته وكبح جماح نشاطاته الموفقة على الدوام.
ذلك أن وسائل الإعلام الجزائرية عامة والرياضية خاصة، لا يمكن لها إطلاقا التطرق إلى أي موضوع أو الحديث عن الاتحاد الإفريقي لكرة القدم دون حشر اسم المغرب فيه وكذا أندية المغرب الرياضية ومنتخباته الوطنية ورئيس الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم، حيث تنطلق الألسنة والأقلام على حد سواء في اختلاق القصص البعيدة عن المنطق والتحليل الموضوعي، فضلا عن الشتائم والاتهامات الباطلة وترويج السفاسف والأحقاد من أجل تسميم الأجواء بين الجماهير الرياضية في البلدين الشقيقين.
ونحن هنا لا يهمنا ما سوف يحدثه قرار تتويج ملك المغرب من ضجيج لدى جيران السوء من “الكابرانات” وأزلامهم وذبابهم الإلكتروني، الذين اعتادوا على استفزاز المغرب ومعاكسة وحدته الترابية، حيث أنهم مازالوا عاجزين عن التخلص من عقيدة العداء للمغرب التي زرعها في أعماقهم كبيرهم محمد بوخروبة المعروف ب”هواري بومدين”. بقدر ما يهمنا إعلان “الكاف” عن استعدادات رئيسه الجنوب إفريقي “باتريس موتسيبي” لتسليم جائزة “التميز الرياضي” لكل من العاهل المغربي “محمد السادس” ورئيس رواندا “بول كاجامي”، على هامش كونغرس الاتحاد الدولي لكرة القدم، الذي تحتضنه يوم 14 مارس 2023 العاصمة الرواندية “كيغالي”، بحضور “جياني إنفانتينو” رئيس (الفيفا)، الرؤساء الأعضاء في “الكاف” وعدد من أساطير كرة القدم.
ترى ما هي دواعي اختيار “الكاف” تكريم الملك محمد السادس ودعوته للحضور رسميا في حفل جائزة “التميز الرياضي لسنة 2022″، في ظل الحملة الإعلامية المسعورة وغيرها من الهجمات التي تشنها على بلاده “كتائب الكابرانات”، وخاصة ما تعلق منها بالأحداث التي شهدتها بطولة كأس الأمم الإفريقية للاعبين المحليين “الشان 2023” عندما منح المنظمون الجزائريون الكلمة لحفيد مانديلا المرتزق “شيف زوليفوليل” الذي هاجم من خلالها المغرب ومس بوحدته الترابية، وما رافق ذلك من إساءة للمغاربة من قبل بعض الجماهير الجزائرية؟ فهذا الاختيار ليس سوى اعترافا بالجهود التي ما انفك المغرب يبذلها في سبيل النهوض بالرياضة عامة وكرة القدم خاصة على المستويين المحلي والقاري، من حيث توقيع اتفاقيات مع الاتحادات الإفريقية والاهتمام بالبنية التحتية الرياضية واستضافة التظاهرات الرياضية…
فالمغرب شهد خلال السنوات الأخيرة وخاصة في السنة الماضية 2022 تطورا كرويا بالغ الأهمية، إذ لا أدل على ذلك أكثر من بلوغ المنتخب الوطني الأول لكرة القدم نصف نهائي كأس العالم، الذي احتضنت فعاليات النسخة 22 منه العاصمة القطرية الدوحة، إلى جانب تتويج منتخب “الفوتسال” بلقب كأس القارات والبطولة العربية. كما حصد نادي الوداد الرياضي البيضاوي لقب دوري أبطال إفريقيا، فيما استطاع نادي نهضة بركان الظفر بكأس الكونفدرالية والسوبر القاري. ثم بلوغ المنتخب النسوي لكرة القدم نهائي الدورة 14 لكأس أمم إفريقيا “كان السيدات” التي نظمت في المغرب وفاز فيها المنتخب الجنوب إفريقي باللقب، دون أن ننسى انتزاعه تذكرة العبور للمرة الأولى إلى نهائيات مونديال 2023 المقرر تنظيمها بشكل مشترك بين أستراليا ونيوزيلندا.
ثم كيف لا يستحق ملك المغرب هذه الجائزة الفخرية “التميز الرياضي”، وهو الذي ظل منذ اعتلائه عرش أسلافه المنعمين، يعتبر أن الرياضة فضلا عما تكتسيه من أهمية بالغة في تكريس قيم الوطنية والمواطنة وروح التضامن والتسامح، فهي كذلك بمثابة رافعة أساسية للتنمية البشرية المستدامة، وعاملا من عوامل التربية والثقافة والصحة العمومية؟ فبفضل إيمانه الراسخ بما للقطاع الرياضي الذي أصبح رافدا اقتصاديا ومجالا خصبا للاستثمار من دور تربوي فعال في المجتمع، وما له أيضا من دور إشعاعي ودبلوماسي عبر إنجازات الأبطال والأندية الرياضية والمنتخبات الوطنية في مختلف التظاهرات الدولية، وبفضل توجيهاته السامية الهادفة إلى تطوير الرياضة عامة وكرة القدم خاصة، تحول القطاع الرياضي اليوم إلى ورش كبير، حيث أن الإصلاحات الجوهرية تكاد لا تتوقف إن على مستوى القوانين والتجهيزات الرياضية أو على مستوى الحكامة الجيدة وتوفير الموارد المالية وترسانة القوانين المرتبطة بنظام الاحتراف في كرة القدم وغيره كثير…