العزلة الدولية التي تعيشها فرنسا بسبب السياسة الخارجية الفاشلة للرئيس، إيمانويل ماكرون، ليست وليدة اليوم بل سبق و أن وجه الرئيس الأمريكي الأسبق، دونالد ترامب، صفعة قوية إلى ماكرون بسبب “النبيذ”.
في ال26 من يوليوز 2019، حمل خطاب الرئيس الأسبق دونالد ترامب، أخبارا غير سارة لماكرون، بعد أن أكد ترامب أن ” الولايات المتحدة ستتخذ “إجراء مضادا كبيرا”بحق فرنسا، بعد أن أعلنت باريس عن ضريبة تستهدف شركات التكنولوجيا الأميركية.
و في خطاب وصفته وسائل إعلام دولية بالإهانة”، ندد دونالد ترامب، آنذاك، بـ”غباء” الرئيس ماكرون مهددا بفرض ضريبة على النبيذ الفرنسي ردا على فرض ضريبة فرنسية على شركات الإنترنت العملاقة، مضيفا : ” أقول دائما إن النبيذ الأميركي أفضل من النبيذ الفرنسي”.
عجرفة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، أضرت بصادرات فرنسا من النبيذ، حيث أن ثلث شحنات النبيذ الفرنسي والأوروبي، التي تعبر الأطلسي طوال العالم في طريقها إلى الولايات المتحدة، أصبحت معنية بحزمة الضرائب التي وصلت إلى 25 بالمئة جراء العقوبات الأمريكية التي هددت واشنطن بفرضها على المنتجات الأوروبية.
في هذا الصدد، تُعَدُّ مجموعة “كاستل” وباقي الشركات على شاكلتها، يد فرنسا القابضة على شريان أفريقيا الاقتصادي، ونموذجا للطريقة التي تتعامل بها باريس مع مستعمراتها السابقة.
فالقارة الافريقية بالنسبة للفرنسيين هي منجم من الذهب ينبغي استغلاله حتى آخر قطرة، حيث استفاد “بيير كاستيل”، وأمثاله طويلا من هذه السياسة، وراكموا ثروات طائلة على حساب الأفارقة وثرواتهم وأراضيهم، ويستمرون في مراكمة الثروات وممارسة الانتهاكات يوما بعد يوم، تحت أعين السياسيين في باريس، دون رادع أو رقيب.
هو “بيير كاستيل”، رجل الأعمال الفرنسي التسعيني، الذي بدأ حياته في صنع نبيذ فرنسا، وانتهى إلى تكوين إمبراطورية للكحول في أفريقيا، هناك حيث توجَّه إلى شركته عديدة التهم بالفساد السياسي والاقتصادي والإضرار بالشعوب الأفريقية، بل وتسميمها فضلا عن التورط في جرائم حرب.