طرح خطاب الملك محمد السادس، أمس الإثنين، بمناسبة الذكرى 48 للمسيرة الخضراء، ملفات بأبعاد استراتيجية، حيث ناقش الخطاب مجموعة من المستجدات على رأسها قطار التنمية بالأقاليم الجنوبية، والأوراش الكبرى المفتوحة ودعوة إلى الانفتاح على المحيط الأطلسي الذي يربط المغرب بعمقه الافريقي والامريكي، فيما تحاشى الخطاب الملكي الرد على الممارسات الاستفزازية لجبهة البوليسارية للانفصالية المدعومة جزائريا.
وتفاعلا مع الموضوع، قال حسن بلوان المحلل السياسي، إن الخطاب الملكي اهتم بالبعد الاستراتيجي للواجهة الاطلسيية التي ستصبح منطقة اشعاع قاري وتعاون دولي وتلاقي انساني للعمق الافريقي وكذلك لامريكا الاتنيية والولايات المتحدة الامريكية.
وأضاف بلوان، أن الملك فتح مستقبل التنقيب عن النفط والغاز والثروات الطبيعية في السواحل الاطلسية في الصحراء المغربية وفي عمق ترابها على اعتبار ان المغرب يمارس سياداه كاملا على هاته للاقاليم التي خرجت بالامس عن بكرة ابيها تندد بالسلوكات الاستفزازية للجماعة الارهابية التي تدعمها الجزائر.
وأوضح المتحدث ذاته أن الخط البحري الذي سينقل الغاز مابين المغرب ونيجيريا ثم الى أوروبا سيصبح حقيقة بعدما انتهت الدراسات المشجعة وانخرطت مجموعة من الشركات الدولية من أجل الانجاز وهذا يمثل المكانة التي تحتلها المملكة المغربية في الغرب الافريقي.
“هناك دعوة دولية من الملك لأجل فتح الواجهة الاطلسية لدول الساحل والصحراء على اعتبار أن الأزمات التي تعيشها هذه المنطقة لا يمكن أن تُحل دائما بالمقاربة العسكرية والأمنية وإنما تشكل المقاربة الشمولية التي ترتكز على الانفتاح الاقتصادي أكبر حل لهذه المعظلة التي تضرب المنطقة منذ سنوات”، يضيف المحلل السياسي.
وأشار في سياق حديثه إلى أن الملك تحاشى الرد مباشرة على خصوم الوحدة الترابية ولكن الرد الأساسي يمكن في قطار التنمية وفي الأوراش الكبرى والبنيات التحتية التي تربط المغرب بعمقه الافريقي وبالتالي ستصبح المملكة حلقة الوصل بين الاتحاد الافريقي والأوروبي بحكم موقعه الاستراتيجي ودولة استقرار وصدقية وموثوقية صورة المملكة على المستوى الاقليمي والدولي.