عز الدين السريفي
شكلت جزر لاس بالماس على مدى سنين قلقا بالنسبة للكثيرين بسبب تعاطف بعض الكناريين، أحزابا وجمعيات، مع جبهة البوليساريو التي استطاعت أن تتغلغل في أرخبيل الكناري وتعطل أي تقارب بين المغرب وهذه الجزر، الشيء الذي جعل من زيارة رئيس جزر الكناري للرباط، فرناندو كلافيخو، محط اهتمام كافة الخبراء والحقوقيين والإعلاميين، لما ستلعبه من دور في قضية وحدتنا الترابية، وهي فرصة سانحة لمراجعة شاملة لمواقفه السابقة المتعلقة بالمغرب.
وباعتبار التقارب الجغرافي بين أقاليم الصحراء ولاس بالماس وفويرتي فنتورا، والدور الذي لعبته حكومة مدريد، فإن الإشارات التي أعطاها رئيس حكومة الكناري بالرباط، مستمدة من روح العلاقات الجديدة بين الرباط ومدريد، وهو ما جعل فرناندو كلافيخو يغتم الفرصة ليثني على تعاون المغرب في مكافحة الهجرة غير النظامية، وموقفه حول قضية الصحراء، المستمد من موقف الحكومة والإدارة الإسبانية، وقال: “تناولنا مع وزير الخارجية ناصر بوريطة قضية الصحراء، وموقف حكومة جزر الكناري، التي تتبنى بشكل كامل سياسة الحكومة الإسبانية، إذ لا يمكن أن يكون الأمر خلاف ذلك.. هذا الدعم خلق مناخا من الثقة والتعاون نرغب في تعزيزه كما اتفقنا اليوم مع الوزير بوريطة”.
وأضاف المسؤول الإسباني: “لا شك أن هذه مرحلة جديدة، العالم يتغير، ليس بالضرورة للأفضل في كل مكان، لكننا ملتزمون بضمان تحسن الأوضاع بين المغرب وإسبانيا وجزر الكناري”.
تجدر الإشارة إلى أنه في 22 مارس 2022، كان فرناندو كلافيخو قد أدان دعم بيدرو سانشيز لخطة الحكم الذاتي المغربية في الصحراء، وكان بصفته سيناتورا ورئيسا لحزب “الائتلاف الكناري”، قد دعا حينها رئيس الحكومة إلى مراجعة دعمه للمغرب.
وقد خيبت المواقف الجديدة لكلافيخو، التي عبر عنها من الرباط، آمال البوليساريو، حيث قال ممثل البوليساريو في إسبانيا، عبد الله العرابي: “صرح رئيس جزر الكناري خلال زيارته للمغرب بأنه يتبنى بشكل كامل موقف الحكومة الإسبانية بشأن الصحراء.. وهذا الموقف يتعارض مع القانون الدولي واجتهادات محكمة العدل التابعة للاتحاد الأوروبي”، وأضاف “إن تبني موقف ينكر الحقوق المشروعة لشعب الصحراء الغربية في تقرير المصير والاستقلال، يعد انتهاكا للشرعية الدولية وتجاهلا لقرارات أعلى هيئة قضائية في الاتحاد الأوروبي”، وفق تعبيره.