ذكر مركز أبحاث بريطاني في تقرير نشر الثلاثاء 11 أكتوبر/تشرين الأول 2016، أن السجون في أوروبا أصبحت “أرضاً خصبة” للجماعات الجهادية، حيث يرى بعض المجرمين في التطرف العنيف شكلاً من أشكال التكفير عما ارتكبوه.
وذكر المركز الدولي لدراسة التطرف والعنف السياسي في تقريره الذي درس شخصيات جهاديين أوروبيين تم تجنيدهم منذ 2011، أن نشوء تنظيم “الدولة الإسلامية” (داعش) ساهم في تقوية الرابط بين الجريمة والإرهاب.
وأضاف أن داعش وبدلاً من أن يتوجه إلى الجامعات أو المؤسسات الدينية، فإنه يتحول بشكل متزايد إلى “الغيتوهات” والسجون و”الطبقات الدنيا” لتجنيد أشخاص لهم ماض إجرامي.
بيئة خصبة
وتقول الدراسة التي حملت عنوان “ماض إجرامي، مستقبل إرهابي: الجهاديون الأوروبيون والروابط الجديدة للجريمة والإرهاب”، إن السجون توفر إمدادات جاهزة من “الشبان الغاضبين” الذين “نضجوا” للتطرف.
وقال مدير المعهد بيتر نيومان، وأحد معدي التقرير، إن الفواصل بين الجريمة والجماعات الجهادية تكاد تختفي.
وقال “السجن أصبح مهماً بوصفه مكاناً يحدث فيه الكثير من التواصل”.
وأضاف ” نظراً إلى الزيادة الأخيرة في الاعتقالات والإدانات المرتبطة بالإرهاب.. نحن على قناعة بأن السجون ستصبح أكثر -وليس أقل- أهمية كأرض خصبة لحركة الجهاديين”.
مجرمون يسعون للتكفير عما ارتكبوه
ورأت الدراسة أن التجنيد في السجون يسمح للجماعات الجهادية بالاستفادة من “المهارات القابلة للانتقال” بما في ذلك الخبرة في الأسلحة والتمويل الذاتي من خلال الجريمة.
وقام الباحثون في المركز الدولي لدراسة التطرف والعنف السياسي، ومقره جامعة كينغز بلندن، بتحليل شخصيات 79 جهادياً أوروبياً لهم ماض إجرامي، من بلجيكا وبريطانيا والدنمارك وفرنسا وألمانيا وهولندا.
وجمعيهم إما سافروا للقتال أو تورطوا في مخططات إرهابية في أوروبا.
وفي السنوات الخمس الماضية توجه نحو 5 آلاف أوروبي إلى الشرق الأوسط للقتال في صفوف جماعات جهادية مثل داعش وجبهة فتح الشام (النصرة سابقاً)، بحسب التقرير.
و57% ممن شملتهم الدراسة كانوا في السجون قبل أن يجنحوا إلى التطرف، فيما 27% على الأقل ممن أمضوا عقوبة في السجن، جنحوا نحو التطرف وهم خلف القضبان.
ورأى الباحثون أن الجهاد بالنسبة للبعض، هو نوع من أنواع “التكفير” عما ارتكبوه.
ونقل التقرير عن علي المناصفي، وهو بريطاني-سوري من لندن قاتل في سوريا بعد أن أمضى عقوبة في السجن إثر إدانته بارتكاب هجوم عنيف، قوله “أريد أن أقوم بعمل صالح لمرة. أريد أن أقوم بشيء طاهر”.
وبحسب نيومان، تشير نتائج التقرير إلى تحول في طريقة عمل تنظيم داعش
وقال “نعتقد أن داعش لم يعد يطمح لأن يكون منظمة عقائدية جداً. هو يجسد الوحشية والنفوذ والقوة التي يبحث عنها هؤلاء الشبان الذين كانوا غالبا أفراد عصابات”.
وأضاف “أنه يقول لهم يمكنكم مواصلة القيام بكل الأشياء التي كنتم تفعلونها في السابق، لكن الآن يمكنكم دخول الجنة”.