زفت شركة «سوند إنرجي» البريطانية بشرى لكل المغاربة، معلنة عن اكتشافها لكميات مهمة من الغاز الطبيعي على مستوى حقل يقع بمنطقة «تِندرارا» قريبا من مدينة فِكيك.
قبل أيام قليلة، عادت نفس الشركة لتؤكد وجود موارد مهمة من الغاز بالمنطقة تتراوح ما بين 20 و34 تريليون قدم مكعب كأقل وأقصى تقدير على مساحة تتجاوز 14500 كلم مربع، غير مستبعدة مباشَرَة تسويق الغاز عام 2019.
الأقدام الشركة الأوروبية أشارت إلى أن عمليات التَّنقيب في المنطقة المذكورة أسفرت عن اكتشاف آبار بحمولة هيدروكربونية كبيرة ناتجة عن مصادر صخرية غنية بالكاربونات، وأن النتائج الرئيسة لمسح هذه الصخور أظهرت توفرها على كميات كافية من الغاز.
موارد طاقية.. أي مردودية؟
كُلَّما تم الإعلان عن اكتشاف الغاز الطبيعي أو النفط بالبلاد، إلا وانقسم المغاربة بين مُستبشرين خيراً وبين من يَرون أن الاكتشاف لن يُغير من واقعهم المعيش شيئاً بسبب احتكار جهات بعينها لمجموعة من ثروات البلاد سينضاف إليها الغاز الطبيعي لا محالة.
تجربة سيئة غالباً ما تُحاط نتائج عمليات اكتشاف النفط بسرية في المغرب، خصوصاً بعد الأخبار المغلوطة التي تلت الإعلان عن وجود مخزون هائل من النفط في منطقة «تالسينت» قرب حدود الجزائر من قبل شركة أميركية، حيث تبين فيما بعد أن الأرقام المعلنة مبالغ فيها لأسباب لها علاقة بالبورصة في نيويورك.
الصمت الرسمي سيد الموقف
ففي بلد لا يزال يستورد 90 بالمئة من احتياجاته الطاقية التي بلغت قيمتها 70 بليون درهم (نحو 7.7 بليون دولار)، ومع توالي أنباء من طرف شركات أجنبية تشرف على التنقيب على أراض مغربية منها شركة «إس دي إكس إينرجي» البريطانية التي سجَّلت بدورها اكتشاف الغاز الطبيعي على عمق يبلغ ألفاً و158 متراً، في حقل يقع شمالي المغرب، تلتزم الجهات السلطات المغربية الصَّمت حيال هذه المعلومات دون أن يصدر عنها أي بلاغات رسمية. الناطق الرسمي باسم الحكومة مصطفى الخلفي، وحين سُؤاله عن هذه الاكتشافات لم يزد على القول إن «الأمور الرسمية المرتبطة باستكشاف الغاز يعلن عنها المكتب الوطني للهيدروكاربورات والمعادن، حكومي»، مضيفاً أن المعطيات التي تعلن عنها الشركات لا تمثل الرأي الرسمي للحكومة، في وقت لم يصدر عن مكتب الهيدروكاربورات أي معلومة. وفي وقت يرجح فيه مراقبون أن المغرب يتكتم على الإعلان عن اكتشاف مصادر الطاقة بسبب «الحرب الباردة» مع الجارة الجزائرية وصراعات رسم حدود الخارطة، استبعد أستاذ الاقتصاد عبد النبي أبو العرب، أن يكون للاكتشاف تداعيات مع الجزائر ذلك أن الحدود بالمنطقة معروفة ومرسومة ولا اختلاف حولها، مرجحاً أن تمكن هذه الكميات من النفط والغاز من إعادة التوازن مع الجارة التي «تغوَّلت» لسنوات بسبب ثرواتها الطاقية الهائلة، وفق تعبيره.