مساء تسكنه أمواج مزاجـكم بـبنفـسج الحـروف وعذوبة الفرح لاشك أن المساء هو نهاية بعث جديد لحياة جديدة، ومن الواجب على الإنسان أن يطرح ثوبه القديم ليلبس لمسائه المختلف ثوباً آخر،
وأن يصحح كثيراً من أخطائه، ويتخلى عن كثير من عاداته، ويتطلع إلى ليلة متميزة يكون فيها أكثر صدقا مع عقله وقلبه.
شعرت هذا المساء وأنا أتصفح الجريدة بسعادة غامرة وهو شعور كان قد تذبذب في الفترات الأخيرة لأسباب كثيرة وهي ما أعتقد : غياب أو قلة قليله جدا للأقلام الجادة والواقعية …
اندثار الأخبار الصريحة الجادة …
ارتفاع نسبة أخبار الفن …عن أخبار كتاب و أناس بارزين لهم علوم جمة ..
اندثار القصص الجميلة و المعبرة..
وربما أهم الأسباب كثرة الصفحات الرديئة على الانترنيت ..رغم سهولته يشعرك بأنك بعيد جدا عن المتعة و الفائدة فليس هناك أجمل من ملامسة الحقائق و تصفحها بنظرات اشتاقت لكل ما هو جديد وغريب وأصيل يريح العقل وينشطه في الوقت ذاته كثر هم من يتسابقون للمشاركة في مواقع التواصل الالكترونية ليقضوا أمامها ساعات بحثا عن رد أو سؤال ؟ و محرومون من لذة الانتظار وسعة الفائدة وتميز المشاركة في صفحات الجرائد والمجلات ورقية كانت أم اليكترونية.
إن أغلب هواة مواقع التواصل يمتلكون الفكر ويفتقدون الصبر وربما لأن التسرع هو صفة العصر فلم نعد نحتمل ساعات الانتظار والترقب وصارت السرعة سيدة طعامنا وفكرنا وملبسنا وأقلامنا وحتى أحلامنا. تحزنني تلك المواهب التي تُهدَر بمصطلحات وألفاظ عامية وتضيع بين الأقلام ومواهب أدبية وشعرية وفكرية ونقدية قيّمة رغم مرور السنوات وكأنها يوم واحد ورغم اليأس قد يصيب القلم كما يصيب البشر إلا أن تحدي البقاء والرغبة في الاستمرار أقوى من اليأس ..وربما نكون على باطل ويكونون على حق وربما العكس وفي النهاية البقاء للأجدر …
إن ما يطمئنني هو أن غريزة البقاء والتشبث بالحياة صفة لصيقة بالأقلام الحرة ورغم ما قد تتناقله الأقلام المستعمرة بأفكار الجاهلية أو بمبادئ التحضر المتحرر إلا أن من لا يخشى الله في لومه لائم لن يرفع قلمه حتى يجف الحبر فلا تحرمونا من أقلامكم التي تداعب أرواحنا التي اعتادت على الحرية ..بالحديث ..
منا من يجيد الكلام ولو كانت على باطل
ومنا من يمتهن الصمت ليحفظ الحق
ومنا من يبيع الكلام ليشتري زيفا
ومنا من يصمت حين لا يجدي الكلام
فما أجمل الصمت حين لا ينفع الصراخ
ولأن الصمت فيه صعوبة بالغة فقد صاحب الصمت القلم وما يعجز اللسان عن البوح به يستطيع القلم وحده أن يدميه …وبكل قوه.
أتساءل في نفسي هل أعزي مشاعري وحزني العميق أم سطوري التلقائية ؟
أجد العالم يجيبني بصرخة استنكارية …لا نعلم …
أقول إذا صاحب الصمت هو شخص واحد وهو القلم …
✒#عائشة العمراني
📝#جسر_بريس