بعد ساعات من الشائعات التي أشارت لرحيله، صعدت روح الموسيقار اللبناني الكبير ملحم بركات ، الذي يصفه أهل الفن بأنه أحد عمالقة الموسيقى في لبنان والوطن العربي، صعدت إلى بارئها، ليقع الخبر على قلوب محبيه وأصدقاءه من المطربين في لبنان، وقع الصدمة.
عشق بركات الفن منذ نعومة أظافره، نشأ في عائلة بسيطة الحال، يجيد والده الذي يعمل نجارا العزف على العود، ويهوى سماع أغاني الموسيقار محمد عبدالوهاب و”كوكب الشرق” أم كلثوم ، ورغم هذا الحب للموسيقى والغناء رفض والده فكرة التحاق ابنه بالمعهد الوطني للموسيقى، وهو ما جعله يتخذ هذه الخطوة دون علم والده، ومع اكتشاف الأمر رضخ الوالد لإصرار ابنه، الذي لقبه أصدقاءه بـ”مطرب الضيعة”.
خطوات بركات بدأت كبيرة، فبعد تخرجه من المعهد عمل مع الأخوين رحباني، واستمر عمله معهما لأربع سنوات تقريبا، بعدها انفصل عنهما، وشق طريقه إلى عالم النجومية، وحجز لنفسه مكانا مميزا كمطرب وموسيقار يملك موهبة حقيقية.
يشتهر بركات في الوسط الفني بأنه ناقد ثائر، لكل من يرى أنه على غير صواب، يدافع دائما وأبدا عن الأغنية اللبنانية ، ويرفض ابتعاد مطربي ومطربات لبنان عن لهجتهم، ويعتبر من يفعل ذلك خائن للوطن، وخاض الكثير من المعارك في سبيل الدفاع عن وجهة نظره.
تعاون بركات مع عدد كبير من أشهر المطربين، وحقق معهم نجاح كبير، ومنهم المطربة ماجدة الرومي ، وليد توفيق، وفارس كرم.
بركات عرف طريقه إلى التمثيل في عدد من المسرحيات والأفلام، ومن أشهرها “مشيت بطريقي، ست الكل، الأميرة زمرد، حبي لا يموت ، والمرمورة”.
وبعد صراع مع مرض السرطان، رحل جسد ملحم بركات اليوم 28 أكتوبر، عن عمر ناهز 71 سنة، وبقيت أعماله وموسيقاه لتخلد ذكراه.