لأول وهلة ستعتقد أنها قصة من من وحي الخيال، لكنها قصة واقعية يعد صاحبها نموذجاً للنجاح والتحدي.
واجه الصيني “جاك ما” الفشل عدة مرات في بداية حياته، لدرجة أنه تم رفضه في 30 وظيفة مختلفة وكان الوحيد من بين العشرات الذين يرفضون في عدة وظائف، كما حاول بدء نشاط تجاري خاص مرتين، وفشل فيهما أيضاً، لكن لا تتعجب حين تعرف أن هذا الشاب أصبح فيما بعد أحد أكبر أثرياء العالم.
ولد “جاك ما” في هانجتشو بالصين، وهي مدينة يسكنها حوالي 2.4 مليون شخص بالقرب من شنغهاي.
كان والداه فنانين يؤديان أغاني تقليدية تعرف باسم “البينج تان”، وهي نوع من السرد القصصي الملحن، وعندما بلغ سن الـ 12 بدأ يهتم باللغة الانجليزية فتعلمها بنفسه، وكان يركب دراجته لمدة 45 دقيقة يومياً وعلى مدى 8 سنوات، للوصول إلى فندق بالقرب من بحيرة هانجتشو، كي يحتك بالسياح ويقدم لهم خدماته كدليل سياحي مجاني وبهدف ممارسة اللغة الانجليزية.
رغم كل هذا التاريخ من الفشل، أصر “جاك ما” على الاستمرار، وفي عام 1995، قرر تأسيس أول شركة للتجارة الإلكترونية في الصين، وبدأها من شقته الخاصة وطلب من أصدقائه الاستثمار فيها.
ظل “جاك ما” طويلاً يصف رؤيته لأصدقائه الذين يعلمون جيداً سجله في الفشل، ولكنهم لاحظوا أيضاً مستوى مرتفعا من التصميم، وفي النهاية، وافق السبعة عشر صديقا على استثمار 60 ألف دولار في الشركة الجديدة لسبب واحد فقط هو أن “جاك” كان واثقاً من تحقيق نجاح باهر.
أثبت “جاك ما” أنه كان على صواب، وعلى مدار العشر سنوات التالية، أصبحت مؤسسته “علي بابا” واحدة من كبرى شركات التجارة الإلكترونية في العالم وتصل قيمتها السوقية حالياً إلى أكثر من 180 مليار دولار.
الطريف أن اختيار “جاك ما” لاسم “علي بابا” سببه موقفاً له بإحدى مقاهي سان فرانسيسكو حين سأل إحدى النادلات “ماذا يخطر في بالك عند سماعك اسم علي بابا؟” فأجابته: “افتح يا سمسم”.
هنا صرخ جاك: “هذا هو الاسم الذي ابحث عنه”
ورغم أنه أسس واحدة من كبرى الشركات التقنية في العالم إلا أنه ليس بارعاً على الإطلاق في أمور التكنولوجيا، فالشيء الوحيد الذي يجد استخدامه هو حاسوبه الشخصي لإرسال واستقبال رسائل البريد الإلكتروني وتصفح الإنترنت.
يذكر أن “جاك ما” تقاعد عن منصبه كمدير تنفيذي لمجموعة علي بابا في بداية عام 2013 للتركيز بشكل أكبر على قضايا البيئة والتعليم في الصين، فرغم أنه مايزال أحد أكبر مساهميها قرر الاهتمام بشكل خاص في مكافحة التلوث المنتشر بشكل كبير في الصين.