بعد أيام من اعتقال أحد عناصر التنظيم والحديث عن إفشال عملية مسلحة كبيرة كان ينوي التنظيم تنفيذها في وسط إسطنبول، أعلن وزير الداخلية التركي سليمان صويلو اعتقال من وصفه بانه “أمير تنظيم داعش في تركيا”، والتحفظ على “مخططات مهمة” حول عمل التنظيم في تركيا.
وفي تغريدة على حسابه الرسمي على تويتر، كتب وزير الداخلية التركي: “نجحنا في اعتقال من يدعى أمير داعش في تركيا وبحوزته مخططات مهمة”، وقدم الوزير الشكر والتهاني للقوات الأمنية التركية المختلفة على نجاح هذه العملية.
وفي وقت لاحق، كشف الوزير المزيد من التفاصيل حول المعتقل الذي لم يكشف عن جنسيته لكنه اسمه “محمود أوزدان” يشير إلى أنه تركي الجنسية، حيث جرت العملية في ولاية أضنة القريبة من الحدود مع سوريا جنوبي تركيا والتي حاول التنظيم مراراً إخفاء عناصره الذين جرى إدخالهم من سوريا فيها.
وكشف الوزير عن أن العملية جاءت عقب اعتقال عنصر في تنظيم داعش كان يعتقد أنه ينوي تنفيذ عملية مسلحة، وجرى ضبط معه سلاح من نوع “كلاشنكوف”، حيث بدأت الجهات الأمنية التركية عملية بحث وتحري واسعة، ونتج عنها الوصول إلى “أمير التنظيم في تركيا”، ويدعى “محمود أوزدان”.
وفي الخامس والعشرين من الشهر الجاري، كشفت وسائل إعلام تركية عن أن قوات الامن ألقت القبض على عنصر ينتمي إلى تنظيم داعش، كان يخطّط لتنفيذ هجوم في إسطنبول، حيث بدأت فرق مكافحة الإرهاب في تعقب المشتبه به بعد تلقي معلومات استخبارية عن مخططه.
وبثت وسائل الإعلام مشاهد مختلفة تظهر لحظات تجول المعتقل في مناطق حيوية محيطة بميدان تقسيم المركز السياحي الأول في إسطنبول حيث قالت إنه كان يقوم بعمليات استكشاف استعدادا لتنفيذ العملية، كما أظهرت مقاطع لحظة تنفيذ عملية الاعتقال من قبل قوات مكافحة الإرهاب حيث كان يقيم في أحد الفنادق بالمنطقة وعثر بحوزته على سلاح آلي و150 طلقة. وقد جاء المشتبه به إلى إسطنبول من ولاية غازي عنتاب جنوب شرق البلاد، بالقرب من الحدود السورية.
وحول عملية اليوم، أوضح وزير الداخلية أن قوات الامن التركية تمكنت من ضبط أجهزة كمبيوتر ومواد ديجيتال مختلفة في منزل المعتقل كانت تحتوي على بيانات ومخططات مهمة، وتكشف عن تلقي المعتقل تعليمات بشكل دائم من سوريا والعراق وتشكيل مجموعة من 10 إلى 12 شخص تكون تابعة للتنظيم في تركيا لتنفيذ عمليات وإخفاء أسلحة ومتفجرات ضمن هدف رئيسي يتمثل في الإضرار بالاقتصاد التركي.
وأوضح وزير الداخلية التركي أن العملية ضد خلايا متوقعة للتنظيم متواصلة في عموم تركيا بمشاركة عناصر من الأمن وقوات مكافحة الإرهاب والاستخبارات، وذكر بأن تركيا تقع في منطقة حساسة ولديها حدود صعبة مع سوريا والعراق وهي منطقة تنشط فيها “الحروب بالوكالة”، مشيراً إلى ضرورة البحث عن الجهات التي تحرك خلايا هذا التنظيم ضد تركيا.
وقال صويلو: “في الواقع، عندما تنظرون إلى داعش، ترون أنها تخطط لعمليات كما لو أنها لا ينبغي أن تفعلها أبدا، لذلك يجب أن تنظروا الى من يقف وراءها، وإلى دوافعها”.
وبحسب تلفزيون “سي إن إن تورك” فإن الاعتقالات الأخيرة جاءت نتاج عملية أمنية طويلة استمرت لأشهر وكان أبرز نتائجها افشال عملية مسلحة كانت في المراحل النهائية من الإعداد حيث كان ينوي المهاجم القيام بعملية إطلاق نار ضد تجمع كبير في منطقة تقسيم وسط إسطنبول على غرار ما جرى في الهجوم على ملهى رينا بإسطنبول نهاية عام 2016، ولفت التلفزيون إلى اعتقال عدد كبير من الأشخاص الذين كانوا يؤمنون الاتصالات ونقل التجهيزات لخلية التنظيم المكتشفة.
اسماعيل كايا / اسطنبول