أعلنت الشرطة الألمانية الأحد أن مجهولين هاجموا مبنى معهد “روبرت كوخ” الألماني بالعاصمة برلين. وذكر المحققون أنه تم إلقاء مواد حارقة ليلة السبت/الأحد على واجهة المعهد، ولكن لم يصب أي شخص إثر ذلك. ومعهد روبرت كوخ (بالألمانية Robert Koch-Institut) هو وكالة اتحادية مستقلة، تتبع وزارة الصحة في ألمانيا، وتُعنى بالأمراض المعدية وغير المعروفة. وهو مؤسسة للصحة العامة، ويعد من المؤسسات البحثية الرئيسية في ألمانيا وسُمي باسم عالم الميكروبيولوجيا الألماني روبرت كوخ.
وأصبح المعهد محل اهتمام ومتابعة وسائل الإعلام والشعب الألماني خلال جائحة فيروس كورونا؛ إذ كان مرجعا رئيسيا في مكافحة الجائحة. ووُصف بأنه المؤسسة المرجعية المسؤولة عن تقييم مخاطر الفيروس في ألمانيا.
وجاء في تقرير الشرطة أن موظفي الأمن (بالمعهد) اكتشفوا عدة أشخاص قرابة الساعة الثالثة صباحا، موضحا: “يتردد أنه تم كسر أحد النوافذ. ولكن العاملين استطاعوا إخماد النيران”.
وأضافت الشرطة أن المشتبه فيهم لاذوا بالفرار، وأوضحت: “نظرا لأنه يتم فحص وجود دافع سياسي في محاولة إضرام حريق متعمد، تولى أمن الدولة التابع للهيئة المحلية لمكافحة الجرائم (ببرلين) التحقيقات القادمة”.
وانطلقت مظاهرات مناوئة لقيود كورونا في العاصمة الألمانية برلين.
وقدرت الشرطة عدد المشاركين في المظاهرة في ساحة ألكساندر بعدة مئات، فيما يتوقع المشاركون استقطاب أكثر من 2500 مشارك بحسب وسائل التواصل الاجتماعي للمنظمين، وفرضت الشرطة ارتداء الكمامة، واستخدمت تنويهات للالتزام بارتداء الكمامة، كما طالبت المشاركين بالحفاظ على مسافة التباعد المكاني بـ 5ر1 متر. وذكرت إذاعة RBB انطلاق مظاهرة أخرى مساء الأحد، حيث تشير التوقعات إلى مشاركة حوالي 10 آلاف شخص في المظاهرة.
تأتي هذه التظاهرات عشية دعوة المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل الألمان الحدّ من الاختلاط والبقاء في المنازل قدر الإمكان. وقالت المستشارة الألمانية في نشرتها الأسبوعية السبت: “إن جدول الأعمال هو التالي: تقليل الاختلاط والاجتماع مع أقل عدد ممكن من الناس”. وأحصت البلاد ما مجموعه 10003 وفيات وفق معهد روبرت كوخ، منذ بداية ظهور الوباء.
وبقيت ألمانيا بمنأى عن الموجة الأولى من إصابات فيروس كورونا التي ضربت أوروبا في الرّبيع، لكنّها تعاني الآن زيادةً حادّة في الحالات، إلى جانب بقيّة دول القارّة. وأكدت المستشارة أن “سلوكنا يؤثر بشكل كبير في السرعة التي ينتشر بها الفيروس”.
إلى ذلك ظهر وزير الصحة الألماني ينس شبان للمرة الأولى بعد إصابته بفيروس كورونا، موجها خطابا على حسابه عبر فيس بوك للألمان. وقال الوزير: “لا تستمعوا للذين يستهزئون بالمرض، إنه حقيقي وجاد”، مؤكدا على ضرورة الالتزام بالتعليمات والقيود الصحية، ومعربا عن قلقه من ارتفاع معدل الإصابات. وطمأن شبان الألمان على صحته مؤكدا أنه ملتزم بالقواعد الصحية المطلوبة.
وأعلن معهد “روبرت كوخ” الألماني الأحد أن مكاتب الصحة في ألمانيا سجلت 11176 حالة إصابة جديدة بفيروس كورونا المستجد “كوفيد 19” في غضون يوم واحد.
وصرح بعض رؤساء مكاتب المستشارية بالولايات الألمانية ومدراء مكاتب إدارات الأزمات بها لصحيفة “فرانكفورتر ألغيماينه زونتاغس تسايتونج” الألمانية الأسبوعية في عددها الصادر اليوم الأحد أنه لا يمكن للأسر التجمع للاحتفال سويا في ليلة عيد الميلاد (الكريسماس) كما هو معتاد، إذا استمرت أعداد الإصابة في الزيادة على هذا النحو.
وقال أكسل فينترميير، رئيس ديوان المستشارية في ولاية هسن، للصحيفة الأسبوعية، إنه سيتوجب إقامة العيد “في أضيق الحدود” في هذه الحالة. ومن جانبه قال هنريك أيتل، رئيس ديوان المستشارية في ولاية زارلاند: “في أسوأ الأحوال سيتعين على الأسر تقسيم زياراتها على مدار أيام عيد الميلاد”، على مدار أيام مختلفة.
ونقلت الصحيفة عن رئيس مكتب إدارة الأزمات في ولاية سكسونيا السفلى، هايجر شولتس: “يزيد تشككي دائما بشأن ما سينجح وما لن ينجح في عيد الميلاد”.
يذكر أن الرئيس الألماني فرانك-فالتر شتاينماير ناشد الأحد المجتمع الدولي التكاتف في مكافحة فيروس كورونا المستجد “كوفيد 19” ولا سيما فيما يتعلق بموضوع اللقاحات.
وقال الرئيس الألماني في تسجيل فيديو بمناسبة افتتاح المؤتمر الصحي “قمة الصحة العالمية”: “إذا أردنا ألا نعيش بعد الوباء في عالم يتبوأ فيه مبدأ ‘كل شخص ضد الآخر، وكل شخص لأجل نفسه’ مكانا أكبر، سنكون حينئذ بحاجة للعقل المستنير لمجتمعاتنا وحكوماتنا”، مشددا على أنه يجب تجاوز الوباء بروح التعاون وليس بروح “قومية اللقاح”.
يشار إلى أن دولا غنية في جميع أنحاء العالم، بما في ذلك ألمانيا، أمنت لنفسها ملايين من جرعات اللقاح من خلال عقود أولية مع الشركات المصنعة حتى قبل الموافقة عليها.
وقال شتاينماير: “إننا جميعا نعلم أيضا أن الحكومات ملتزمة قبل كل شيء تجاه شعوبها”، ولكنه أشار إلى أن الحقيقة تقول إن مثل هذا التأمين المبكر للقاح سيكون على حساب بعض الدول أيضا.
ودعا الرئيس الألماني لدعم مبادرة التطعيم الدولية “كوفاكس”، وهي مبادرة دشنتها منظمة الصحة العالمية وتعمل لأجل تحقيق توزيع عادل على الدول الفقيرة أيضا.
يشار إلى أن “قمة الصحة العالمية” التي تضم محاضرات وحلقات نقاش كان مقررا أن تقام في الأساس بالعاصمة برلين بمشاركة نحو ألفي شخص. ولكن بسبب وباء كورونا تم تحويل هذه الفعالية إلى مؤتمر رقمي محض، يتشاور فيه المشاركون عبر الفيديو.