العنوان اعلاه ، لم يكن إلا سؤالا طرحه علي أحد الجزائريين، المتابعين لما انشر على قناتي، وارتأيت أن أشارككم فيه أنتم أهلي المغاربة الدين خبرتم وتعلمون ان الغرض والقصد من متل هكذا سؤالا لم يكن بريئا،وكان فقط بغرض إحراجي ووضعي في موقف المدافع، عوض تركي انتشي و أتلذذ بالإنتصار الدبلوماسي الرائع الذي حققه عاهل البلاد،في اهم قضية وطنية تخصنا، و اجبت صاحبنا الجزائري بالجواب التالي: أظنك يا سيدي لا تفهم لا في السياسة ولا في التجارة، لأن قانون التجارة يلزم من أراد أن يبيع شيئا أن يدلي أولا بما يفيد تملكله له، والقضية الفلسطينية أكبر من أن تمتلكها جميع الدول العربية أو الإسلامية مجتمعة ، لأنها أولا وأخيرا قضية شعب ووطن وملكية خالصة للفلسطينيين وحدهم دون غيرهم ، فإن أرادوا أن يبيعوها باعوها ولا أعتقد أنهم سيفعلون ، وإن أرادوا أن يتمسكوا بمطالبهم المستحقة حتى النصر فلن يمنعهم أي كان من فعل ذلك، أما الدول الشقيقة العربية والإسلامية فلا تملك مشكورة غير الدعم بما قدرها الله على فعله، وان تتضامن أو لا تتضامن معهم، إذا فالسؤال خاطيء من اصله ،و كان على واضعه أن يثقف نفسه قبل طرح متل هذه الأسئلة البليدة، وبما انه جزائري أود فقط أن أخبره أنني على علم بالمقررات التي درسوها ويدرسوها لهم لمعاداة المغرب وأعرف انها نجحت في تحويلهم لوحوش آدمية تهاجم المغرب بسبب وبدون سبب، اما إذا أرادت الجزائر أن تنصب نفسها فلسطينية أكثر من الفلسطينيين سأذكرها، أنها لم تقدم للقضية الفلسطينية شيئا أمام ما قدمه المغرب،و أن الرئيس الفلسطيني قال كلمة منصفة في حق المغرب بعد اتصاله بصاحب الجلالة الذي اطلعه على حقيقة الأمر، وماهية العلاقة المغربية الإسرائيلية المستقبلية، وطمأنه بخصوص تمسك المغرب ملكا وشعبا، بالدفاع عن حق الشعب الفلسطيني الذي كان ولايزال، وسيضل في عيون المغاربة، والمغرب اختار أن يدعم ،ويتضامن مع الإخوة الفلسطينيين في نصرة قضيتهم التي بالمناسبة هي أيضا قضية المغرب، اما الجزائر فعليها أن تخجل، لأنها لحد الآن لم تفتح سفارة بفلسطين، ولم تحسن للشعب الفلسطيني وتدعمه ببعض أموال البترول التي فاضت بها خزائنها أيام البحبوحة المالية، في الوقت الذي وجهت مليارات منها لشراء ذمم بعض الرؤساء المرتشين من هنا وهناك وإسقاط ديون دول للإعتراف بابنتها الغير الشرعية البوليزاريو كدولة لا تملك من مقومات الدولة غير أموال الجزائر ، المغرب قدم الشهداء لفلسطين و بنى بها مطار وجهزه، وكان دائما إلى جنبها في كل أزماتها يبعث بأطبائه العسكريين والمدنيين ويغامر بحياتهم من أجل تقديم خدمات طبية في ساحات كانت تغطيها نيران الإسرائيليين، المغرب بعث الأدوية، والمواد الغذائية، المغرب عقد قمم، و نظم مؤتمرات فوق أرضه الطاهرة لمناقشة قضايا فلسطين ولا شيء إلا فلسطين ، أما الجزائر لم تفعل شيئا، وكل ما تفعله هو عقد بعض التظاهرات والتجمعات ظاهرها الدفاع عن فلسطين، وباطنها إلحاق قضية البوليزاريو بالقضية الفلسطينية ،حيث أنه بالرجوع لجميع التجمعات التي كانت تنظمها الجزائر فوق أرضها لمناصرة فلسطين، سنلاحد إلصاق المقاعد المخصصة للوفد الفلسطيني بمقاعد ما تسميه الوفد الصحراوي، ولا بد أن تعطي الجزائر الكلمة للوفد الصحراوي ليشيد بفلسطين ،و يعبر عن تضامنه معها، ويقارن بين القضية الفلسطينية والقضية الصحراوية ويشبه المغرب بالإحتلال الإسرائيلي، تم تعطى الكلمة مباشرة لبعض الفلسطينيين الدين يطلب منهم رد الجميل للقضية الصحراوية، وللأسف نجد دائما من إخواننا الفلسطينيين من يرضى أن يسقط في مغريات الجزائريين ويتناول المغرب بسوء ويصفه بالمحتل، وفيديوهات اللقاءات التي تنشرها الجزائر لازالت موجودة وشاهدة على ذلك، أي أن كل ما تفعله الجزائر للقضية الفلسطينية هو استغلالها ابشع استغلال ومحاولة إلصاقها بقضية البوليزاريو، لتصبح اللقاءات التي تنظمها ، تضامنية مع المرتزقة وليس مع فلسطين ، التي يساء لقضيتها وتميع عندما تقارن بقضية مرتزقة إرهابيين ، وعوض أن تكون التظاهرة لنصرة الفلسطينين تصبح تظاهرة للإقلال من قيمة وعدالة قضيتهم، وإساءة ما بعدها إساءة للقضية الفلسطينية التي ستضل في قلب المغاربة الدين سيستغلون ربط العلاقات مع إسرائيل منبرا للدفاع عن إخوانهم وجلب منافع لهم،اما الشعب المعزول بحكامه الغير مؤهلين ،فسيضل وحده بعيدا يصيح في وادي ويسمع ارتداد صوته ويصفق لنفسه ويعجب بها.
نبيل هرباز ، مدير موقع جسر بريس