عقب أشهر من التكهنات والتسريبات، أكد مسؤول تركي كبير قرب إجراء تعديل وزاري في حكومة الرئيس التركي أردوغان الذي يستعد الحزب الحاكم لتجديد انتخابه لرئاسته في المؤتمر العام للحزب الذي سيعقد مؤتمره العام السابع، الثلاثاء بالعاصمة أنقرة وذلك في ظل ظروف اقتصادية وسياسية استثنائية تمر بها البلاد.
ومنذ أشهر، تتكهن مصادر تركية مختلفة حول وجود نية للرئيس التركي لإجراء تعديل وزاري واسع، لكن الرئيس نفى ذلك على الدوام، حيث لم يجري أي تعديل على طاقم حكومته التي تشكلت لأول مرة بموجب النظام الجديد منتصف عام 2018، باستثناء وزير الخزانة والمالية بيرات البيرق الذي قدم استقالته نهاية العام الماضي وعين أردوغان لطفي علوان مكانه.
والثلاثاء، أكد لأول مرة ماهر أونال نائب رئيس حزب العدالة والتنمية الحاكم أن الرئيس أردوغان سيجري تعديلا وزاريا خلال الأيام القليلة المقبلة، وقال أونال أبرز المقربين من أردوغان في لقاء تلفزيوني: “عندما يبدأ الحديث عن التغيير، وحتما عندما يتغير جزء تكون هناك حركة في النظام بأكمله”، مضيفاً: “بالنظر إلى 2023، سيكون هناك تعديل جديد في الفريق وليس في الحزب فقط. سنرى ذلك في الأيام القليلة المقبلة”.
وعقب تأكيد التكهنات السابقة عن نية أردوغان إجراء تعديل وزاري، انتقل الحديث عن حجم التعديل والوزارات التي سيطالها حيث يسود تكتم كبير من قبل الرئيس والطاقم المحيط به باستثناء بعض التكهنات الصحافية التي تقول إن التعديل ربما يشمل بدرجة أساسية وزارات الخارجية والتعليم والصحة وهي أنباء لم تؤكدها أي مصادر مقربة من الحزب أو الحكومة.
وإلى جانب ذلك، انصبت التكهنات طوال الفترة الماضية حول أن التعديل يهدف بدرجة أساسية إلى أن يعكس رغبة أردوغان في بداية حقبة جديدة في العلاقات مع الإدارة الأمريكية والاتحاد الأوروبي وجهود تحسين العلاقات مع مصر ودول خليجية، وهو ما يؤشر إلى إمكانية أن يشمل التغيير بدرجة أساسية وزارة الخارجية. في حين توقعت مصادر أخرى أن يكون للناطق باسم الرئاسة التركية إبراهيم قالن دور أكبر في السياسة التركية الخارجية خلال المرحلة المقبلة.
وإلى جانب ذلك، يتوقع أن يعين أردوغان نائب جديد له، ولا يعرف ما إن كان التعيين سيكون كنائب ثاني للرئيس أم سيكون على حساب نائب الرئيس الحالي فؤاد أقطاي، في حين لا يتوقع أن تشمل التغييرات وزير الدفاع الحالي خلوصي أقار.
بالتوازي مع ذلك، يعقد الحزب الحاكم، الثلاثاء في العاصمة أنقرة مؤتمره العام السابع وذلك في ظل ظروف استثنائية يمر بها الحزب الحاكم في البلاد منذ عام 2003، مسجلاً أكثر من 18 عاماً في الحاكم، ويستعد من خلال الطاقم القيادي الذي سيفرزه المؤتمر لخوض الانتخابات البرلمانية والرئاسية الحاسمة المقررة عام 2023 والذي يرى فيها الرئيس أهم انتخابات في تاريخه السياسي.
وعلى الرغم من أن منصب الرئيس محسوم لأردوغان الذي لا ينافسه أحد عليه داخل الحزب، إلا أن القيادة العليا الجديدة للحزب والمتمثلة في أعضاء اللجنة المركزية يتوقع أن تشهد تغييرات واسعة بعد أن شهد انتخابات قيادات الحزب على مستوى المحافظات تغييرات واسعة وقدر حجم التغيير فيها بنسبة وصلت إلى 70٪.
ومن أبرز ما يتوقع أن تظهره انتخابات القيادة العليا للحزب حجم شعبية وتأييد وقوة كلاً من القياديان البارزان فيه وزير الداخلية سليمان صويلو، ووزير الخزانة والمالية السابق بيرات البيرق صهر أردوغان الذي قلص نفوذه بالانتخابات الأخيرة الداخلية بالحزب وكان تدور تكهنات في السابق حول نية أردوغان منحه منصب كبير بقيادة الحزب عقب خروجه من وزارة الخزانة والمالية، حيث سيكشف المؤتمر ما إن كان البيرق قد اختفى عملياً من المشهد السياسي داخل العدالة والتنمية أم أنه سيعود بطريقة أخرى ربما وبقوة هذه المرة.
وأعلن أردوغان قبل أيام أن كلمته خلال المؤتمر العام للحزب سوف تكون “هامة جداً” وستكون بمثابة “البرنامج الانتخابي لحزب العدالة والتنمية للانتخابات المقبلة عام 2023″، وهو ما يجعل من هذا المؤتمر ربما الأهم في تاريخ الحزب الذي يكافح من أجل الفوز في الانتخابات المقبلة أمام تكتل المعارضة الذي يعزز صفوفه ويؤكد أنه بات مستعداً لإنهاء حكم أردوغان والعدالة والتنمية في انتخابات 2023 والتي تضغط المعارضة أيضاً لإجرائها بشكل مبكر قبيل ذلك التاريخ.
اسماعيل كايا / اسطنبول