السفير الروسي Vallerian Shuvaev: روسيا بصفتها بلدا دائم العضوية في مجلس الأمن الدولي،فإننا ندعم الجهود المبذولة من قبل مجلس الأمن الدولي الرامية الى إيجاد تسوية مقبولة
حاوره رشيد موليد
كشف سفير روسيا الاتحادية لدى المملكة المغربية بالرباط السيد “فاليريان شوفايف ــ Vallerian Shuvaev” أن التدخل الروسي الخاص في اوكرانيا مؤطر بالمادة 51 الفصل السابع من ميثاق الأمم المتحدة وبمعاهدات أخرى، موضحاُ حرص القوات الروسية تفادي إصابات في صفوف المدنيين، وعن العلاقات الروسية المغربية أكد “فاليريان شوفايف ــ Vallerian Shuvaev” في معرض تصريحاته الحصرية أن هذه العلاقات لا تتوقف عن التطور الإيجابي، متحدثا عن موقف بلاده من الصحراء المغربية. وأفاد أن عقد الشراكة الإستراتيجية بين الرباط وموسكو تبقى واردة بقوة. تفاصيل أخرى ضمن الحوار التالي:
1)- في أي إطار يدخل قرار شن حرب على أوكرانيا ؟
التدخل الروسي الخاص في أوكرانيا جرى وفقا للمادة 51 الفصل السابع من ميثاق الأمم المتحدة وكذا بموجب معاهدات الصداقة والتعاون المتبادل بين الاتحاد الروسي والجمهورية الشعبية دونيتسك و والجمهورية الشعبية لوهانسك والتي صادق عليها الجمعي الفيدرالي للاتحاد الروسي في 22 فبراير من السنة الجارية.
2)- لماذا لم تدخل روسيا لكييف لحد الآن ؟
العملية الروسية الخاصة لا ترتكز إلا على البني التحتية العسكرية الأوكرانية، كما أن القوات العسكرية الروسية، على خلاف السلطات الأوكرانية وكتائبها الوطنية، تبذل قصارى جهودها لتفادي إصابات في صفوف المدنيين من السكان الأوكرانيين وكذا الأجانب المحاصرين في أوكرانيا من السلطات الأوكرانية وكتائبها النازية.
3)- لماذا لم تجرؤ أمريكا وحلفاءها على مواجهة روسيا عسكريا ؟
تشارك الولايات المتحدة بشبكاتها في هذه المواجهة العسكرية منذ البداية، بمعنى أن مشاركتهم ليست وليدة اليوم، بل منذ سنوات مضت، حيث أن المئات من المستشارين العسكريين الأمريكيين والبريطانيين والأوروبيين كانوا حاضرين مباشرة داخل وزارة الدفاع الأوكرانية في مصلحة الأمن الأوكرانية (SBU) ، ويتحكمون في كل شئ. كما أن الدول الغربية تزود أوكرانيا بالأسلحة وتستمر في القيام بذلك لحد الآن. ولم يقف الأمر عند هذا الحد، بل إن هذه الدول تقوم بتكوين وتدريب مقاتلين أوكرانيين متطرفين وفق معايير الحلف الشمال الأطلسي (الناتو) وخير دليل الرموز والشعارات النازية التي تحملها بدلاتهم العسكرية مثل وحدات فوج آزوف، أما بالنسبة للمواجهة المباشرة كما جرت العادة، فإن الدول الغربية تفضل خوض الحرب بالوكالة، كلما أمكنها ذلك، تفاديا منها لتلطيخ أياديها. مما يعني جيدا أن الدول الغربية لا يهمها العيش الكريم للأوكرانيين أو مصالحهم الوطنية، لأن الغرب يستغلون أوكرانيا قصد تحقيق أهدافهم الخاصة، وعلى رأسها ردع روسيا.
4)- ماهي أبعاد فرض بوتين لعملة الروبل على الغرب مقابل بيع الغاز الروسي ؟
فيما يتعلق بمطالبة روسيا الدول الغربية دفع شراء الغاز بعملة الروبل، جاء ذلك رداً على السرقة الفعلية للأموال الروسية من حسابات روسية في البنوك الغربية، حيث أنهم توصلوا بالغاز الروسي، وقاموا بالدفع في حسابات روسية في البنوك الغربية، ثم بشكل غير متوقع منعوا بعد ذلك المبعوثين الروس من الولوج عن إلى الحسابات البنكية التي وقع عليها الحجز، الشيء الذي ترتب عنه اتخاذ القرار السالف ذكره. للاستفادة من الغاز الروسي تم اللجوء إلى قرار فرض الدفع بالروبل لتحصين عملية البيع والشراء بين الأطراف.
5)- سعادة السفير نخلرج من النزاع إلى فضاء العلاقات المغربية وهي علاقات متجدرة في التاريخ لكنها منذ وقت غير قصير دخلت في هذه العلاقات في فصل بارد متى يعود الدفئ بين روسيا والمغرب ؟
مصطلح دخول العلاقات الثنائية المغربية الروسية في “الفصل البارد”، كما ذكرت، نعتبره خبرا غير صحيح، وقد جرى توضيح ذلك منذ مدة، من قبل وزارة الخارجية الروسية وفي عدد من المناسبات.
6)- هل في المستقبل سيكون لروسيا مشاريع في الصحراء المغربية ؟
في هذا السياق المتسم بعدم اليقين والتأكد حاليا، يصعب التنبؤ بأي شيء.
7)- أبرم المغرب مع روسيا الاتحادية في 2016 العديد من الاتفاقيات، لكن الشراكة بينهما لكن الشراكة بينهما ما تزال في حاجة إلى وقت، كيف تنظرون إلى مستقبل هذه الشراكة ؟
العلاقات الثنائية بين روسيا الاتحادية والمملكة المغربية، لا تتوقف عن التطور. إن الصادرات المغربية نحو روسيا، تبين إتجاها إيجابيا، لكون هذه الصادرات في 2021، تطورت بنسبة 10,8 % مقارنة بالعام 2020، حيث وصلت في مجملها ما قدره 435 مليون دولار. من جانبها، تطورت الصادرات الروسية نحو المغرب لتسجل نموا قياسيا نهاية سنة 2021، بلغ 58,5%، مقارنة بالسنة الماضية، إذ تجاوزت 1.2 مليار دولار. كما أن اللجنة الحكومية المشتركة الروسية المغربية الاقتصادية والعلمية والتقنية التي عقدت دورتها الأخيرة بالرباط في اكتوبر 2018، ستعقد دورتها المقبلة في موسكو خلال العام الجاري، يمكن القول بصيغة أخرى، إن هناك عدة مجالات مهمة للتعاون بين البلدين، وتبقى مسالة الشراكة الإستراتيجية بين المغرب وروسيا واردة بقوة.
8)- تعرف قضية الصحراء المغربية تطورات هامة وتزايد عدد الدول المؤيدة للحكم الذاتي، كيف تنظر روسيا لهذه التطورات ؟
الموقف الروسي يبقى دون تغيير. لكن روسيا بصفتها بلدا دائم العضوية في مجلس الأمن الدولي، وله عضوية في تجمع أصدقاء الصحراء الغربية، فإننا ندعم الجهود المبذولة من قبل مجلس الأمن الدولي الرامية الى إيجاد تسوية مقبولة من كلا طَرَفَيْ النزاع، هذا وفي إطار مثل هذا الدعم الجماعي، يجب اعتماد معايير تم الاتفاق عليها، في مجلس الأمن والأمم المتحدة ووفقا لقرارات مجلس الأمن الدولي تحدد أطراف النزاع في الصحراء الغربية وتثبت المبدأ الرئيسي وهو مقبولة تسوية محتملة، كما تشكل تقرير المصير للشعب الصحراوي في إطار الإجراءات التي تستجيب لمبادئ وأهداف ميثاق الأمم المتحدة. أن المقبولية المشتركة لأي معادلة لتسوية النزاع تشكل شرطاً مسبقاً لحل ثابت ومستدام وبقية النصوص تبقى مقبولة.
9)- المغرب اتخذ قرار بعدم التصويت في الجمعية العامة للأمم المتحدة حول روسيا، ولغة الخارجية المغربية كانت واضحة، ماهي قراءتكم لموقف المغرب ؟
في رأينا، أن موقف المملكة المغربية يعكس رؤيتها العامة والمسؤولة من القضايا الدولية المضطربة، وقد تفهمنا الموقف المغربي تفهما كاملا.