إحتفاء باليوم العالمي للسلام في جميع أنحاء العالم، الذي يصادف 16 ماي من كل عام، والذي أعلنته الجمعية العامة للأمم المتحدة يومًا مخصصًا لتعزيز مُثُل السلام والتسامح والتضامن والتفاهم والتكافل لبناء عالم ينعم بالسلام والتضامن. توصل موقع “جسر بريس” من عائشة ادويهي، رئيسة المرصد الصحراوي للسلم والديمقراطية وحقوق الإنسان بالبيان التالي: ” يؤكد المرصد على أن تحقيق السلام في بلدان افريقيا وضمنها منطقة الساحل والصحراء، والتي تمثل محور إشتغالنا، لا يزال يشكل تحديا من تحديات تتنامى يوما بعد يوم والإهتمام بمواجهتها ما يزال محدودا.
في هذا الإطار، وبمناسبة اليوم الدولي للعيش معا في سلام، نلفت الإنتباه للتهديد الكبير للأمن والسلم بالمنطقة، وخصوصا بمخيمات تندوف بالجنوب الغربي للجزائر، مع عودة تنظيم البوليساريو لحمل السلاح وتملصه من الإتفاقية الأممية لوقف إطلاق النار لسنة 1991 وانخراطه في بروباغندا حربية أشرك فيها حتى الأطفال من ساكنة مخيمات تندوف بجعلهم جزءا من المشتل الإحتياطي لحملة أفكاره وفريسة سهلة للتجنيد من قبل المجموعات الإرهابية المتواجدة مما يشكل تهديدات كبرى لأمن المنطقة،وخصوصا مع التقاطع الحاصل بين العمليات غير المشروعة التي تطبعها والنشاط الإرهابي للمجموعات المسلحة بها والدور الإنفصالي لتنظيم البوليساريو بالجنوب الغربي للجزائر، في تقويض خطير للأمن والإستقرار بمنطقة الساحل والصحراء. ونحن نلح على أهمية إلقاء السلاح كخطوة أساسية وأولى نحو تحقيق السلام الحقيقي، فإننا نؤكد أن الأمر يتطلب أيضا بناء مجتمعات يشعر فيها جميع أعضاء المجتمع أنهم قادرون على الإزدهار، كما ينطوي على خلق عالم يُعامل فيه الناس على قدم المساواة، بغض النظر عن أعراقهم، وهو الأمر المفقود داخل مخيمات تندوف التي تعيش إنفلاتا أمنيا غير مسبوق ،وانتشار السرقات وتفشي الجرائم وما له من أضرار نفسية وصحية على ساكنة المخيمات. ومن نتائج الإنفلات الأمني داخل المخيمات نذكر :
اولا :توقف جهاز الشرطة عن العمل ودخول العديد من عناصره في إضراب مفتوح، بسبب انقطاع الأجور، وتوقيف الكِثير منهم على خلفية التمايز القبلي مما يزيد الأوضاع قتامة داخل المخيمات. ثانيا: تفشي السرقات والجرائم، واختطاف النساء وعناصر الشرطة والإنتقام منهم وحرق السيارات والسطو على المحلات التجارية. ثالثا: انعدام الأمن المقلق المنتشر بين ساكنة المخيمات مما يدفعهم للتفكير في الهروب من المخيمات إلى المناطق المجاورة، لولا فرض الجزائر شرط التوفر على رخصة للخروج من المخيمات وكذلك استعمال سلطاتها الأمنية السلاح وإطلاق النار لإجهاض كل محاولة للفرار من المخيمات. رابعا: تواجد المخيمات في منطقة مفتوحة على تنامي العمل الإجرامي والإرهابي، عمل الجماعات المسلحة، المعاملات غير المشروعة وتسريب الأفكار المتشددة؛ وهي الظواهر التي تستغل مُختلف أوجه الهشاشة بالمخيمات وتجد في وضعية الإقتصاد ،وحقوق الإنسان غير المتكافئة سندا لها وخصوصا انعدام الآفاق المستشري بين الشباب مما يجعلهم عرضة للتجنيد من طرف المجموعات الإرهابية.
وعليه، فمرصد الصحراء يناشد المنتظم الدولي تحمل مسئوليته اتجاه الوضع داخل مخيمات تندوف وما تعرفه من إنفلات أمني بسبب خروج الأمور من تحت سيطرة جبهة البوليساريو وفشلها في ضبط الوضع الأمني داخل المخيمات في تهديد خطير للأمن والإستقرار في كافة دول الجوار، وهو ما خلصت له مخرجات اجتماع التحالف العالمي ضد داعش بمراكش من خلال إثارتها للترابط بين الحركات الإنفصالية والحركات الإرهابية التي تعمل بالتواطؤ من خلال استخدام نقاط الضعف القائمة بطريقة تضاعف تأثيرها المزعزع للإستقرار.”