* حنان الرفاعي
بحث الرئيس التركي رجب طيب إردوغان مع نظيره الجزائري، عبد المجيد تبون، سبل تطوير التعاون بين البلدين في مختلف المجالات، وفي مقدمتها الطاقة والتجارة والزراعة والسياحة. إلى جانب القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك، وأهمها الوضع في ليبيا والقضية الفلسطينية والأزمة الأوكرانية وتداعياتها.
وأوردت تقارير إعلامية، أن الرئيس التركي، تجاهل في مباحثاته مع نظيره الجزائري، مناقشة موقف أنقرة من قضية الصحراء المغربية، تحسبا من أن يؤدي ذلك إلى تراجع العلاقات مع المغرب، في ظل تصاعد التوتر الكبير بين الجزائر والرباط في السنوات الأخيرة حول قضية الصحراء التي تسعى أنقرة بقوة للحفاظ على موقف وسطي اتجاهها يجنبها الاتهامات بالاصطفاف الى جانب أحد طرفي النزاع.
ولم يشر الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون إلى نزاع الصحراء، وذلك في مؤشر على التباين في المواقف بين الجزائر وأنقرة، ففي الوقت الذي تتمسك الجزائر بدعم أطروحة البوليساريو، تشدد تركيا على تمسكها بدعم الوحدة الترابية للمغرب، ودعم جهود الأمم المتحدة الهادفة إلى إيجاد حل سياسي متوافق بشأنه لهذا النزاع الإقليمي.
من جانبه، ذكر أردوغان أنه بحث مع تبون قضايا القارة الإفريقية والعالم الإسلامي، مشيرا أن الجزائر من الدول الرائدة في إفريقيا، فضلا عن كونها أكبر دول القارة الإفريقية.
وثمن أردوغان الدور الذي يلعبه الجزائريون الأشقاء في كل إفريقيا وخاصة شمال القارة ومنطقة الساحل، مؤكدا أن تركيا تعمل على تعزيز التعاون مع جميع الأشقاء في إفريقيا على أساس الشراكة والربح المتبادل.
وشدد الرئيس التركي على أن ليبيا والصومال مثالان يظهران الأهمية التي توليها تركيا للتنمية الاقتصادية والسلام والاستقرار السياسي والاجتماعي في القارة السمراء.
ويقول الدكتور أحمد نور الدين ، الخبير في القضايا الدولية والجيوسياسية و الخبير في شؤون شمال أفريقيا ، في تصريح لـ”جسر بريس″ إنه تصريحات وزير خارجية تركيا في مراكش على هامش انعقاد قمة التحالف الدولي ضد الارهاب في 10 ماي الجاري، كانت واضحة ولا تدع مجالا للشك وهي موجودة بالصوت والصورة على شبكات التواصل ومواقع رسمية، يؤكد فيها ان تركيا تدعم الوحدة الوطنية والترابية للمملكة المغربية، وأكد أن تركيا ضد كل التنظيمات والحركات الانفصالية في العالم، وهذا الموقف ليس جديدا فقد سبق للرئيس التركي أردوغان الذي كان رئيسا للحكومة آنذاك، خلال زيارته للمغرب سنة 2013 ، سبق له أن صرح بأن تركيا لا يمكن أن تعترف بما يسمى جبهة “البوليساريو”، واذا لم تخني الذاكرة كان قد وصفها آنذاك بالمنظمة الإرهابية. بالاضافة الى نقطة ثالثة وهي أن تركيا تعاني هي الاخرى من الانفصال من خلال مطالب حزب pkk الذي يطالب باستقلال الشعب الكردستاني، وللتذكير فقط تعداد الأكراد في تركيا وحدها يفوق12مليون كردي، اذن لا يمكن لتركيا الا ان تكون ضد الانفصال والا سينقلب عليها السحر إن هي حاولت الاصطياد في مياه الانفصال العكرة.
كما يعتقد أحمد نور الدين في حديث مع “جسر بريس” أن البيان الخارجية التركية التوضيحي حول موقفها من نزاع الصحراء، فيمكن اعتباره مجرد حقنة تخدير او عقاقير مسكنة جاءت في صياغة عمومية تقول فيها أن “تركيا مع الحل السياسي برعاية اممية”، وهذا لا يتعارض مع ما قاله وزير خارجيتها من جهة، ومن جهة اخرى هذا مفهوم لدينا لان تركيا استدعت او بالأحرى جاءت بالرئيس تبون الى أنقرة لتنتزع منه صفقات بمليارات الدولارات وتركيا ليست بالحمقاء لإفساد جو الزيارة وصفقات البزنس، لان هذا كل ما يهمها في الجزائر ..