بينما كنت أتابع خرجة وزير الخارجية الجزائري رمطان العمامرة الإعلامية ، وهو يؤكد للصحافة أنه لاتوجد أية وساطات في الأمس ولا اليوم ، ولن تكون غدا ، وهو يقصد طبعا تفنيذ الأخبار التي روجت عن وجود وساطة سعودية لإعادة العلاقات بين الجزائر والمغرب، قلت في قرارة نفسي :” لماذا تريد الجزائر أن تظهر وكأنها حققت إنجازا كبيرا بقطعها لكل العلاقات مع المغرب، !!!؟”.
فالتمست لها العذر في النهاية بعد ما توصلت لجواب ذلك ، واستعرضت بعد التأمل مايلي:
1) -المغرب يبسط سلطانه في صحرائه منذ أن نجح في تحريرها .
2)-المغرب يستغل ثروات بحار الصحراء ، وفسفاطها، وخيراتها ، ويعمرها ، ولا أحد يستطيع أن يوقفه أو يمنعه من ذلك .
3) -مغاربة الصحراء يعيشون في ظل نفس الحرية والحقوق التي يتمتع بها إخوانهم مغاربة شمال الصحراء، يصوتون ويختارون من يسير جماعاتهم المحلية ، يعيشون في أمن وسلام ، يحمدون الله بعين الرضا على ظروف معيشتهم وكرامتهم .
4) – الدول في الأمم المتحدة التي تحتكر وتختص بالنزاع تنقسم إلى ثلاثة أقسام:
- القسم الأول : من يعترف بمغربية الصحراء، وهي الدول العربية والولايات المتحدة الأمريكية، وبعض الدول الإفريقية .
- القسم الثاني : من هم مع الحل الأممي الذي يرى أن مقترح الحكم الذاتي مقترح جدي وواقعي لحل الأزمة ، كالدول الأوروبية المؤثرة مثل إسبانيا و ألمانيا و فرنسا .
- أما القسم المتبقي ، فيقول :” نحن مع الحوار الذي يفضي إلى حل يرضي الطرفين ، ومعناه أنه إذا لم يرضى طرف بالحل فسيبقى الحال على ما هو عليه” ، وبشكل أدق فإن أي حل لا يرضي المغرب، لن يغير من أمر الواقع شيئا، وسيترك المغرب في صحرائه مسيطرا عليها بشكل كامل إداريا و عسكريا ، وتبقى شرذمة إنفصاليي الصحراء قابعة في تندوف بالجزائر إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها .
وعظم الله أجر الجزائر في ملايير الدولارات التي صرفتها من أجل حصولها على معبر إلى المحيط الأطلسي، وعلى قول العمامرة، فليس هناك أي أمل للجزائر لوضع قدمها بالمحيط الأطلسي لتصدير معادنها، لا بالأمس، ولا اليوم ، ولن يكون ذلك غدا .
أرأيتم لماذا الجزائر مصابة بالسعار تجاه المغرب ؟ فقد ضاعت الملايير للتي صرفتها ضد وحدة أراضينا ، وضاع حلمها في إيجاد منفذ للمحيط الأطلسي لتصدر عبره ثرواتها المعدنية، لقد ضاع كل شيء.
كم أنت مريضة أيتها الجزائر !!!كم أنت جريحة أيتها الجزائر !!!
موتي بغيظك ،
نعم أنى أتشفى فيك و لن أطلب لك الشفاء ،
موتي موتي موتي بغيظك ،
ومزيدا من النكبات و النكسات.
كاريكاتير : بابا حميد