كل المهتمين بالصراع الجزائري المغربي حول الصحراء المغربية تابعوا خرجة عضو أمانة البوليزاريو ورئيس أركان جيشها محمد الوالي اعكيك الإعلامية ، التي أعلن فيها تجنيد مجموعة مز الشباب الصحراويين في الداخل المغربي ، للقيام بعمليات سماها بالنوعية،ولمح بأنها ستخصص للقتل وتخريب المنشآت ،وهو بذلك يخبرنا بما لا يدع للشك بأن الإرهاب قادم للصحراء المغربية لا محالة، بهدف زرع الرعب و إشعار سكان الصحراء المغربية بانعدام الأمن والأمان، ليهجروها خوفا على أرواحهم، ولكي يفر منها المستثمرون خوفا على أموالهم و ممتلكاتهم، ولتتجمد فيها عجلة التنمية و التقدم .
وفي الحقيقة، بما أن هذا التصريح قد جاء على لسان القيادي العسكري الأول في جبهة البوليزاريو، والساهر الأول على تنفيد أوامر و مخططات الجنرال سعيد شنقريحة الذي يعد الرئيس الفعلي للجزائر ، قررت أن أحلل معكم هذه الخرجة الإعلامية ، وأبدأ بالتطرق لأسبابها ، تم أبين دواعيها وأهدافها ، قبل أن أخلص لنتائجها المحتملة، وانعكاساتها المتوقعة على المغرب والجزائر ، التي ترعى وتحتضن إرهاب جبهة البوليزاريو .
- أولا، لنتحدث عن أسباب هذه التصريحات :
- فالكل يعلم، أن الجزائر التي أصبحت معروفة بوصف “بلد المليون ونصف مليون طابور للحليب والسميد والزيت” ، أصبحنا نتوقع منها كل شيء يضرنا بمصالحنا و استقرارنا نحن المغاربة ، بعدما شاهدناها تضر حتى بمواطنيها أولا . الجزائر التي اهتدى عباقرة التشريع فيها، إلى حل فريد لمعضلة قلة السيولة المالية التي تسمح لها بإقتناء لحوم صالحة للإستهلاك البشري ،كما عليه حال كل الدول التي تحترم شعوبها، ففكر قادتها ،واجتهد عباقرتها ، ثم خلصوا في النهاية إلى حل عملي ، يكمن في السماح بإطعام شعبهم لحوم الحمير، ولم يكترث هؤلاء المسؤولون لتأثير ذلك على صحة مواطنيهم ، ولا للإعتراضات الموجهة من قبل الحيوانات المفترسة بالحدائق الجزائرية على قرارهم الذي يمس بشكل مباشر قوتها اليومي ، ولم يبالوا بالإحتجاجات الصادرة من جمعيات حقوق الحيوانات الضارية المستنكرة لذلك .
إن جزائر اليوم ، لم تعد كما كانت في السابق بفعل البحبوحة المالية، التي كانت تهدر الملايير منها على جبهة البوليزاريو متى، كلما شاءت ذلك دون اكتراث ولا تعقل ، ولم يعد بجانبها شخص غبي و أحمق و مجنون يدعى معمر القذافي، الذي قاسمها نزوة تقسيم الشعوب، و كان يتقاسم معها أعباء تكلفة البوليزاريو الباهضة .
إننا اليوم أمام جزائر فقيرة و ضعيفةو وحيدة و محطمة ومنهزمة ، جزائر لم تعد تستطيع الإستمرار في تحمل المزيد من الضربات الموجعة، أو تحصد مزيدا من المسلسلات المتتالية للهزائم الدبلوماسية القاسية .
- ثانيا ، لنطرق باب دواعي هذه التصريحات المتهورة :
تريد الجزائر اليوم أن يحس المنتظم الدولي بقضيتها ، ولا تطيق أن تبقى مكتوفة الأيدي تتفرج على المغرب متمتعا بنعيم صحرائه، تحت أنظار مجتمع دولي يصم أذانه عمدا لكي لا يسمع صوتها وصوت صنيعتها البوليزاريو للدفاع عن قضيتها، مجتمع دولي تخلى نهائيا عن فكرة تنظيم الإستفتاء بالصحراء المغربية ، ولم يتراجع عن ذلك ، بالرغم من تكليفها للبوليزاريو بقطع طريق الكركرات الدولي ، ولا بإعلانها الرجوع إلى الحرب ضد المغرب ،ولما فشلت مخططات الجزائرظ فكرت الأخيرة في الخطة الأخيرة التي أعلن عنها الإرهابي محمد الوالي اعكيك ، الذب يتناوله موضوع مقال اليوم، والتي تهدد و تنذر المغرب بأعمال إرهابية ،لعله يخضع لطلباتها ويقدم تنازلات رغما عن أنفه . المغرب الذي لم يردعه إقفال الحدود البرية معه منذ عقود ، ولم تفزعه لغة التهديد بالعودة للحرب ، ولا خطة إيقاف استعمال أنبوب الغاز المار من أراضيه ،وما يتبع ذلك من ضياع مكاسب مادية وعينية للجزائر ، وتلقيها لضغوطات أوروبية ، إنه المغرب الذي أغلقت الجزائر الحدود الجوية في وجه طائراته المدنية ، و يجد اليوم نفسه أمام اختبار جديد وهو التهديد بالإرهاب وزعزعة نظامه الداخلي . - ثالثا ، لنختم بالحديث عن النتائج المتوقعة من هذه التهديدات وانعكاساتها: يعلم القاصي و الداني بريادة المغرب في اختراق الجماعات الإرهابية، و تستعين بخدماته الإستخباراته حتى الدول العظمى، إذا فلا خوف عليه مما يهدد به هذا المعتوه في مخيمات الذل والعار اليوم، و من المؤكد أنه سيضيف نجاحا آخر من نجاحاته التي دأب على تحقيقها على حساب مخططات الجزائر وصنيعتها البوليزاريو، وحتى إن استغلت بعض الأطراف بسوء نية هامش الحرية ، الذي تمنحه المملكة لمواطنيها ، و إن حاولت بعض الجهات القيام باي محاولات للتعدي على أمنها ، فإن المغرب لن يتوانى عن التصدي لها بحزم ، و العمل بسرعة على تطهير الوطن من إجرامها ووجودها ، لتقضي ما تبقى من عمرها خلف القضبان، ولنا في مجرمي إرهاب أطلس أسني آية و عبرة .
إن من الممكن أن يصمت المغرب عن بعض مرتزقة جمعيات حقوق الإنسان التي لا زالت تتحدث عن محاكمة إكديم يزيك، و لكن مثل هذه التصريحات من قيادات البوليساريو ، ستتيح للمغرب فرصة من ذهب لإقناع المجتمع الدولي بكون جماعة البوليزاريو جماعة إرهابية تدعو للعنف و زعزعة الإستقرار ، وتستهتر بقرارات الأمم المتحدة التي اتخذتها لحل هذا الملف بالطرق السلمية .
كما أنها ستسمح للمغرب بإقناع الجميع على كون الجزائر دولة راعية للإرهاب ، لأنهم يعلمون أن البوليزاريو ماهي إلا أداة وظيفية في يد النظام الجزائري .
و بالتالي ستصبح كل الدول التي تحترم حقوق الإنسان، تطارد إرهابيي البوليزاريو من فوق أراضيها ، ولن تسمح لهم بممارسة أي نشاطات ضد حقوق الإنسان .
وستكون الجزائر بذلك أثبتت مرة أخرى ، بأنه يحكمها نظام غبي، لا يقوى على مجاراة حنكة المغرب في كل المجالات و التحركات ، وتسببت بطيشها في دق آخر إسفين في نعش مشروعها التخريبي ، وأقبرت بصفة نهائية قضية ولدت ميتة ، لكنها عاشت وانتعشت بعدما كلفت الجزائر أربعمائة مليار دولار طوال 47 سنة ، ولم تجني من خلالها ثمارها التي ترجوها بإضعاف المغرب و تقزيمه و قطع صلته بالعمق الأفريقي و محاصرته جيوسياسيا ، حتى تستفرد لوحدها بزعامة المنطقة و تقطع عنه أي أمل بعودة نفوذه السياسي، كما كان قبل الحقبة الإستعمارية .