عندما قال السفير عمر هلال أن قضية مغربية الصحراء حسمت أمميا ، فالرجل لم ينطق عن الهوى ، ولم يرم بكلام على عواهنه بالكذب و البهتان ، مثل ما عودتنا الدولة الجزائرية على في تصريحاتها الرسمية، عندما تتحدث عن الصحراء المغربية، وكل من تابع هذه الأيام الأخيرة السفير الروسي السابق بالجزائر إغور بليايف وهو يرقص بإتقان رقصة خليعة تحت طلب الجزائر وإرضاءا لها ، على نغمات موسيقى دبلوماسيتها الفاشلة، التي تربط دائما القضية الفلسطينية بالقضية” الصحراوية ” ، لإعطائها سمعة وإشعاعا وشرفا لا تستحقه، خرج سفير بوتين المذكور ، وهو يقول في تصريح لتلفزيون النهار الجزائري، أن روسيا والجزائر تتفقان في التصورات و المواقف في القضيتين الفلسطينية و الصحراوية متشابهتان ، وأن لكل من الشعبين الفلسطيني والصحراوي الحق في تقرير المصير، وأنه مستغرب من انقلاب الموقف الإسباني الرسمي اتجاه مقترح الحكم الذاتي ، وقال بأن إسبانيا تعرضت لضغوط قوية من جهة لم يسميها (و يقصد أمريكا)، لكي تغير موقفها فجأة هكذا ، ثم خلص إلى أن إسبانيا تتحمل المسؤولية اتجاه الشعب الصحراوي، على اعتبار أنها البلد المستعمر السابق للصحراء .
ولكن تذهب الرياح بما لا تشتهي السفن ، و لم تمض ثمان وأربعون ساعة على تصريحات السفير إغور بلياليف بخصوص حق تقرير مصير الشعب الصحراوي، حتى قرر بوتين مصيره بإقالته من منصبه ، عقابا له على المبالغة في الرقص وهز الأرداف بشكل فاضح وخادش لحياء روسيا ، على ألحان السياسة الجزائرية الرديئة ، ولكي تعتذر روسيا للمغرب ، وتبين له أنها تتبرأ عما صدر عنه، وأنه لن يتكرر ، عينت سفيرها بالرباط الصديق للمغرب سفيرا بالجزائر .
-المغرب لم ينس أن روسيا تخلت عن طلب إجراء استفتاء في الأمم المتحدة ، ولم تستعمل أبدا حق الفيتو بمجلس الأمن ضد وحدته الترابية، وضد تخلي المنتظم الدولي عن تنظيم الإستفتاء وفق ما قرر سابقا، و الذي أصبح متجاوزا .
-المغرب لم ينس أن روسيا غضت الطرف عن طلب إدخال فاعل أممي لمراقبة حقوق الإنسان بالصحراء المغربية ، وفق ما طلبت بذلك الجزائر وصنيعتها، للتدخل في إدارة المغرب لصحرائه وعرقلة سيادة قراراته .
- المغرب لم ينس أن روسيا لم تعارض تمديد مهمة المونيرسو بالصحراء المغربية باستعمال حقها في الفيتو .
- روسيا لن تنس موقف المغرب في عز أزمتها ، بفتح كل مطاراته أمام طيرانها متى شاءت للتزود بالوقود، ولراحة أطقم طائراتهل ، ومراقبة حالات مركباتها ، قبل أن تشد الرحال إلى القارة الأمريكية، وكذلك عند عودتها منها ، بعدما أغلقت أوروبا كلها مطاراتها في وجه طيرانها عقابا لها على غزو أوكرانيا . -روسيا لم تنس أن المغرب يمتنع عن التصويت بإدانتها أمميا في الوقت الذي أدانت فيه العديد من الدول غزوها لأوكرانيا ، ودعت لمعاقبتها استجابة لأوامر الولايات المتحدة.
- روسيا لم تنس أن المغرب لا زال يجدد معها التعاقد حتى اليوم للتزود بالحبوب، ولم يتخذ أي قرار يمس مصالحها .
- روسيا لم تنس أن الجزائر خائنة ، والخيانة من طبعها ، فبالر غم من تبعية هذه الأخيرة لروسيا ، ما إن حوصرت روسيا حتى هرولت الجزائر اتجاه إيطاليا الزبون الأكبر للغاز الروسي، لتسقط في أحضانها وتتفق معها على زيادة تصدير كميات الغاز الجزائري ، لتستطيع بذلك إيطاليا الاستغناء عن الغاز الروسي عقابا لروسيا .
ومن هنا نستخلص أن سياسة المغرب الحكيمة هي كنزه و رأس ماله الحقيقي وسبب نجاحاته ، وأن سياسة الجزائر المتهورة هي سبب فشلها وخرابها القادم ، وأن مصيرها الإنهزام لا محالة ، وإن الغد لناظره لقريب، وستبدي الأيام للجزائريين ماكانوا عنه غافلين .