خطوة جديدة أعلن عنها المغرب في إطار علاقته مع قطر، حيث سيكون الأمن المغربي، حاضرا في المونديال القطري خلال الأشهر القليلة المقبلة، للسهر والمساهمة في تأمين نهائيات كأس العالم المقبلة، التي ستقام أطوارها، في الفترة الممتدة ما بين 21 نونبر و18 دجنبر المقبلين.
وفي هذا الصدد أكدت مجلة “جون أفريك”، عبر موقعها الإلكتروني، أن قطر وقعت اتفاقية تعاون مع المغرب، قبل انطلاقة النسخة المقبلة من نهائيات كأس العالم، بهدف تواجد الآلاف من عناصر الأمن المغاربة هناك للمشاركة في التغطية الأمنية لهذا الحدث الكبير.
وأوضح المصدر نفسه، الإثنين الماضي، أن الاستعدادات الخاصة بنهائيات كأس العالم المقبلة التي ستقام في الفترة ما بين الـ21 نونبر والـ18 من دجنبر في قطر، دخلت المرحلة النهائية، بعد أن بدأ العد التنازلي لضربة البداية.
وحسب المصادر ذاتها فإن التوقعات تُفيد بأن دولة قطر، التي يقل عدد سكانها عن 3 ملايين نسمة، ستستقبل حوالي 1.5 مليون من المشجعين، وهو تدفق بشري يعادل 50 ٪ من سكانها، ما يتطلب استعدادا أمنيا محكما.
وأشارت “المجلة” إلى أن تنقل الجماهير يُشكل تحديا لوجستيكيا حقيقيا، لكنه تحدٍ أمني أيضًا، وهو ما دفع الدوحة إلى استخدام وسائل رئيسية ومضاعفة اتفاقيات الشراكة؛ لذلك طلبت السلطات القطرية من المغرب الحصول على دعم في مجال المخابرات والأمن.
فقط، بل يمتد إلى مجالات استراتيجية أخرى، بالنظر إلى التجربة الأمنية الرائدة للمملكة على صعيد منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا.
وتعد زيارة عبد اللطيف حموشي إلى ملعب “لوسيل”، الذي سيحتضن حفل الافتتاح والمباراة النهائية لكأس العالم، الأولى لمسؤول أمني أجنبي يتفقد هذه المنشأة الرياضية القطرية الضخمة.
وتأتي هذه الخطوة في أعقاب الزيارة الأخيرة التي قام بها المدير العام لمراقبة التراب الوطني والأمن الوطني، عبد اللطيف الحموشي، لقطر ومُشاركته في “المعرض الدولي للأمن الداخلي والدفاع المدني – ميليبول قطر”.
وتواجد المسؤول الأمني المغربي حينها بغرفة العمليات المكلفة بالتدبير الأمني لنهائيات كأس العالم قطر 2022، حيث تبادل النقاش مع المسؤولين في إطار بحث سُبل التعاون بين المغرب وقطر في الملف الأمني.
وفي هذا السياق، قال عبد الواحد أولاد ملود، باحث في الشأن الأمني والاستراتيجي، إن “التعاون الأمني بين المغرب وقطر تتويج للعلاقات الوطيدة في الآونة الأخيرة، حيث أسس المغرب لعلاقات متميزة مع البلدان الخليجية بصفة عامة”.
وأضاف أولاد ملود، في تصريح لجريدة مغربية، أن “قطر تبحث دوما عن شركاء موثوقين لهم خبرة وحنكة، خاصة على المستوى الأمني، لأن كأس العالم يطرح عليها تحديات كبرى ينبغي احتواؤها”.
وأوضح الخبير الأمني ذاته أن “قطر ستعرف توافدا مهما للدول المشاركة في المونديال بالموازاة مع التوافد الجماهيري الكبير”، مبرزا أن “قطر تعرف المكانة المتميزة للمغرب في تنظيم هذه الملتقيات الرياضية الدولية”.
واستطرد بأن “الانفتاح القطري على التجربة الأمنية المغربية في تأمين التظاهرات الرياضية ليس وليد اليوم، بل توجد اتفاقيات مشتركة لتعزيز التعاون الأمني في العديد من المجالات خلال السنوات الأخيرة”.
وأردف الباحث ذاته بأن “قطر، على غرار دول الخليج، تثق في القدرات الأمنية والدبلوماسية للمملكة المغربية، وهو ما يدل على نجاح السياسات المغربية في تدبير الأزمات الإقليمية، بما يشمل الأزمة الخليجية التي اندلعت في وقت سابق”.
وأكد المتحدث أن “التجربة الأمنية المغربية معترف بها عالميا من طرف القوى الكبرى والإقليمية، سواء فيما يتعلق بالموارد البشرية أو التجهيزات اللوجستيكية”، معتبرا أن “المغرب صار مدرسة أمنية بارزة بالمنطقة في ظل التحديات المطروحة”.
وأصبحت العلاقات الكروية بين الرباط والدوحة قوية خلال السنوات الأخيرة، حيث كانت قطر الدولة الوحيدة في الخليج التي صوتت لترشيح المغرب لاستضافة كأس العالم 2026، والتي فازت الولايات المتحدة والمكسيك باستضافته.