من أجل المال قد يقومون بأي شيء، حيث انتشرت في السعودية عصابات تقوم باستدراج الشباب وتصويرهم عراة، ثم يقومون بابتزازهم بنشر هذه الفيديوهات على الشبكات الاجتماعية مقابل مبلغ من المال.
ولا تقف المشاكل الإلكترونية في السعودية عند هذا الحد، فقد ازداد نشاط الهكر في اختراق الأنظمة والحسابات وابتزاز أصحابها، الأمر الذي دفع مجموعة شباب تأسيس ما أطلقوا عليه “الهكر الأخلاقي”، والذي يساعد الأشخاص في استرداد حساباتهم أو إيميلاتهم الشخصية.
مهام الهكر الأخلاقي تقوم أيضاً على تقديم يد المساعدة لشباب تم استدراجهم عن طريق فتيات وتصويرهم عراة ثم مطالبتهم بمبالغ مالية لا تقل عن 8 آلاف ريال كما يوضح عبد الرحمن الشهري الهكر الأخلاقي ومؤسس فريق تويتسو لـ “هافينغتون بوست عربي”.
ويتابع الشهري أن مهمة الفريق تكون بمساندتهم قدر الإمكان ومنع نشر تلك الفيديوهات”.
وأطلقت كلمة “هاكرز” وتعني -قراصنة الحاسب- على مجموعة من المبرمجين الأذكياء الذين كانوا يتحدون الأنظمة المختلفة ويحاولون اقتحامها، وليس بالضرورة أن تكون في نيتهم ارتكاب جريمة أو حتى جنحة، ولكن نجاحهم في الاختراق يعتبر نجاحاً لقدراتهم ومهاراتهم.
أما الهكر الأخلاقي فهو شخص يستخدم خبراته التقنية لاسيما في مجال الاختراق في مساعدة الآخرين لذلك يسمى “هكر أخلاقي” وفق ضوابط معينة ومن أهمها احترام خصوصية الغير وعدم التعدي عليها بحسب مؤسس الفريق.
المواقع الإباحية
ولا يكتفي الهكر الأخلاقي باختراق المواقع الإباحية، بل أصبح مؤخراً يستهدف الجانب السياسي ضد الدول التي تعتدي على الأقليات والحريات وهو الدافع الأقوى لهجمات الهكر الأخلاقي مثل ما تقوم به مجموعة “Anonymous”، استرداد الحسابات الشخصية و الإيميلات المسروقة، حماية المواقع والسيرفرات من الاختراق”.
وتتم استعادة الحسابات بحسب الشهري عن طريق التواصل مع الدعم الفني لشبكات التواصل الاجتماعي ومزودي خدمات البريد الإلكتروني والاستعانة ببعض البرامج المتخصصة في بعض الحالات.
وأشار إلى أن معظم من يقدمون خدمات استرجاع الحسابات، يقدمون ذلك بمقابل مادي ولكن توجد بعض الجهود التطوعية لتقديم مثل هذه الخدمة مجاناً مثل ما يقوم به فريق “تويتسو” التقني.
كما حذر الشهري من الانسياق خلف الحسابات لبعض الأشخاص الذين يدعون بأنهم هكر أخلاقي، ويقول “لا ينبغي الوثوق بأي شخص يدعي أنه هكر أخلاقي لأن بعض الأشخاص كل ما يكلفه الأمر حساب وصورة عرض جماجم ونحو ذلك، يقوم بابتزاز الآخرين الذين استعانوا به للخروج من مأزق أحاط بهم، بينما هو مجرد حساب مجهول”.
كيف يتم الاختراق؟
الهكر الأخلاقي عبد المجيد قنص أوضح لـ “هافينغتون بوست عربي “أن طريقة الهكر الأخلاقي في الاختراق لا تختلف عن طريقة الهكر الآخرين، إذ أن الاختلاف يكون في الأهداف فقط”.
وعن كيفية الاختراق، يقول قنص “يحتاج اختراق أي موقع برامج للتجسس وملف “باتش” أو “تروجان” واتصال بشبكة الإنترنت، حيث يقوم المخترق بإرسال ملف الباتش ويقوم آخر بفتحه، وهذه أبسط طريقة في اختراق أي موقع أو حساب شخصي، كما يعمل المخترقون على البحث عن الثغرات في أي موقع وتوظيفها لعملية الاختراق”.
أهم ما يحتاجه الهكر
وعن أهم ما يحتاجه الهكر لعملية الاختراق وطريقته في تنفيذ ذلك أوضح قنص بأنها كالتالي:
– أنظمة التشغيل القوية مثل اليونكس
– برامج اللستة: وسميت بذلك كونها برامج تحوي لستة كبيرة من الكلمات بالإضافة إلى البرنامج الأساسي الذي يستخدم اللستة في تخمين كلمة السر.
– تدمير المواقع وهو عن طريق برامج ping وهي التي تبطئ الموقع وتثقله حتى يتوقف ويكون إما عن طريق الدوس أو برامج معينة مثل evil ping وتحتاج إلى عدد كبير من المشاركين يصل إلى أكثر من 20 شخصاً حتى يتأثر الموقع.
– وأما اختراق البريد فهو سهل جداً، حيث يوجد له عدد لانهائي من الطرق والحيل، ولكنه يحتاج إلى الذكاء ومن أسهلها أن تخترق جهاز الضحية بأحد برامج الاختراق وتذهب إلى قائمة الأرقام السرية المحفوظة، فإن كان المستخدم حافظاً الرقم السري، سنجده مع اسم البريد.
– وقد يتم الاختراق عن طريق الباتشات (Trojans) وهو عبارة عن برنامج صغير قد يكون مدمجاً مع ملف آخر للتخفي عندما ينزله شخص ويفتحه يصيب ” Registry” ويفتح منافذ عديدة، مما يجعل جهاز المستخدم قابلاً للاختراق بسهولة وهو يعتبر من أذكى البرامج.