عز الدين السريفي
كما كان متوقعا، خرج نظام العسكر الجزائري عبر بوقه الديبلوماسي، ببيان عبر من خلاله عن موقفه المعروف من ملف النزاع المفتعل حول الصحراء المغربية، حيث رددّ اسطوانته المشروخة وذلك بعد يوم من تجديد الولايات المتحدة الأمريكية لموقفها الثابت الذي عبر عنه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب خلال ولايته الاولى، سنة 2020، والذي اعترف من خلاله بمغربية الصحراء.
وزارة خارجية نظام العسكر، اكتفت بالقول إن الجزائر “أخذت علما بتأكيد كتابة الدولة لموقف الولايات المتحدة الأمريكية الذي يعتبر مخطط الحكم الذاتي في إطار السيادة المغربية كحل أوحد لنزاع الصحراء”، مضيفة انها “تتأسف لتأكيد هذا الموقف من قبل عضو دائم في مجلس الأمن”، قبل ان تشرع في سرد معزوفتها المعروفة حول تقرير المصير وهلمّ شعارات أكل عليها الدهر وشرب.
المثير في بيان وزارة خارجية نظام العسكر الجزائري، هو لغته المهادنة، رغم المواقف المعبر من خلالها، وعدم الاعلان عن اتخاذ اي قرار ضد الولايات المتحدة الامريكية كما فعلت الطغمة العسكرية بعد إعلان كل من اسبانيا وفرنسا لمواقفهما الداعمة للمغرب والمعترفة بسيادته على صحرائه..
هذا الموقف الجبان من قبل نظام العسكر الجزائري، نقولها نكررها ان نظام العسكر لا يستطيع معاملة واشنطن كما عامل مدريد وباريس وذلك لعدة أسباب فصل فيها المقال، وهو ما يكشف ان حكام الجزائر مجرد عصابة جبانة تستقوي على الضعفاء في حين تتحول إلى فأر أمام القوى العظمى كما هو الشأن بالنسبة لامريكا.
أحد الظرفاء علق على موقف الجزائر بالقول إن هذه الاخيرة، ولهول الصدمة، استدعت سفيرها بليبيريا بسبب تشابه علمها مع العلم الأمريكي…
ولعل النظام الجزائري الذي يعتمد الازدواجية في سياساته الخارجية بات اليوم يواجه عزلة دبلوماسية غير مسبوقة، بعدما وجد نفسه محاصرا في محيطه الإقليمي، فحتى دول الساحل الإفريقي لم تكتف بسحب اعترافها بالجمهورية الوهمية القابعة على التراب الجزائري، بل أغلقت مجالها الجوي في وجه الطائرات القادمة من هذه الوجهة المغاربية، في وقت تتوالى الأزمات مع فرنسا، ويعيش معها الوضع الداخلي على إيقاع التذمر الشعبي.
والمفارقة أن العزلة تُتوج باستقبال الجزائر وزير الخارجية الإيراني، بالتزامن زيارة وزير الشؤون الخارجية ناصر بوريطة إلى واشنطن، ولقائه كبار مسؤولي البيت الأبيض، في مشهد دال على الفرق الشاسع بين من ينسج الشراكات الإستراتيجية ومن يبحث عن متنفس يوهم بالابتعاد عن العزلة.