لماذا تشكل الأسواق الأسبوعية بالوطن خلال الحملة الانتخابية، الوجهة المفضلة و الملاذ السهل للمرشحين للاستحقاق 7 أكتوبر لترويج خطابهم الانتخابي!؟ و لماذا هذا الاهتمام المفرط و المودة الغزيرة و المشاعر و الأحاسيس المتدفقة المفاجئة تجاه هذه الطبقة الكادحة من الباعة في الأسواق!؟ و أين تختفي كل هذه الاهتمامات فور إنتهاء الانتخابات و ظهور النتائج؟
– الجواب واضح طبعاً و لا يحتاج ذكاءاً خارقاً.
فإن تحوّل هذه الأسواق الأسبوعية و التي غالبا ما تحتضنها البوادي على امتداد السنة و ليس فقط في فترة الانتخابات بمعنى أن هذه المواقع لا يرتادها و لا يسأل عنها أحد طوال السنة سوى “القايد” و “المخازنية” (لحاجة في نفس يعقوب) في ظل غياب هؤلاء المرشحين أصحاب الخطابات السياسية و الوعود المتكررة.
هذه الأسواق التي تتحول خلال الحملة الانتخابية إلى مواسم فولكلورية هي نقطة إلتقاء لمرشحي مختلف الأحزاب السياسية مع الكتلة الناخبة و التداول حول الشأن المحلي و التعريف بالبرامج الانتخابية التي و إن اختلفت محتوياتها و منطلقاتها و وجهات نظرها إلا أنها تصبّ في نفس السياق ألا و هو الخطاب السياسي المعهود و محاولة استمالة أصوات الناخبين خاصة و أن فرصة التواصل في مثل هذه المواقع لن تتكر إلا مرتين خلال الحملة الانتخابية.
و يأتي هذا الاهتمام بالأسواق الأسبوعية لكون ساكنة البوادي المعنية يقضون طيلة اليوم بهذه المواقع و هذا طبعاً يسهل على المرشحين المأمورية، خاصة و أن الانتقال إلى كل المداشر يبقى أمراً مستعصياً عليهم لأسباب مادية و لوجيستيكية و جغرافية.
وكذلك الأسواق الأسبوعية تمثل الفضاءات السوسيو إقتصادية الأمثل و تتسع لحضور كل المرشحين في وقت واحد دون حاجة إلى تنظيم مسبق.
لكن،
التساؤلات التي تطرح نفسها مئات المرات هل سيستمر هذا الإهتمام!؟ هل ستتحقق الوعود!؟ هل سينال المواطنين انتظاراتهم بعد تلبية خطابات السياسيين و بعد التصويت لصالحهم ؟؟
و ما مدى مصداقية كل هاته الخطابات و الوعود في ظل غياب رهانات إستراتيجية كبرى و واضحة!.
#جسر_بريس
#تحرير: عائشة العمرني