من المتوقع تشكيل حكومة البلاد في غضون أقل من شهر واحد، بعد تكليف صاحب الجلالة الملك محمد السادس سعد الدين العثماني، اليوم الجمعة بتشكيل الحكومة، مستبعداً إجراء انتخابات جديدة في البلاد. فإن الفترة المقبلة، التي تعتبر الحقبة الثانية من المشاورات السياسية بين الأحزاب في البلاد، ستشهد تشكيل الحكومة على يد الأستاذ العثماني رغم كل الظروف، و يبدو أن الأمور سوف تسير بشكل إيجابي بعد انتظار دام 5 أشهر.
والمكلف بتشكيل الحكومة المغربية الجديدة، سعد الدين العثماني (مواليد 1956)، هو سياسي وطبيب عام ونفسي وباحث وفقيه في الوقت نفسه، شغل منصب الأمين العام لحزب العدالة والتنمية بين 2004-2008، وتقلد منصب وزير الشؤون الخارجية والتعاون بحكومة بنكيران بين 2012-2013، يعتبر من القيادات الإسلامية بالبلاد. و الحزب سيعقد يوم السبت اجتماعاً وطنياً استثنائياً يترأسه العثماني رئيس الحكومة (المكلف من قبل الملك)، وجميع قيادات الحزب، لمناقشة الوضع وتقييمه، وتقديم التوصيات بهذا الخصوص، و بعد”التفاعل الإيجابي مع قرارات الملك، ومع مستجدات الساحة الإقليمية والدولية بهدف بسط روح الاستقرار داخل البلاد، والأخذ بالمصلحة الوطنية فوق كل اعتبار”، يبدو واضحاً الارتياح الكبير للرأي العام داخلياً وخارجياً لتكليف العثماني بتشكيل الحكومة الجديدة، نظراً لدوره وخبرته في مجال السياسة، وكذلك لحضوره طيلة مشاروات تشكيل الحكومة مع بنكيران، فضلاً عن خبراته المتراكمة أثناء عمله في وزارة الخارجية وكذلك أمانة الحزب. وبالإضافة إلى خبرته السياسية، فإن التراكمات التي يحظى بها العثماني كبيرة جداً، “لكونه فقيهاً وطبيباً نفسياً بارعاً وله قابلية كبيرة على الحوار، ويعرف كيف يدير الأمور ويقارب بين وجهات النظر”، لذلك يؤكد بعض المحللين السياسيين”أنه سيكون موفقاً في تشكيل الحكومة في فترة ربما أقل من شهر، ثم يواصل المغرب مساره الديمقراطي”. و قد دخلت مشاورات تشكيل الحكومة نفقاً مسدوداً عقب تشبث حزبَيْ التجمع الوطني للأحرار والحركة الشعبية، اللذين كانا ضمن الحكومة المنتهية ولايتها، بمشاركة الاتحاد الاشتراكي، وهو ما يرفضه المكلف بتشكيل الحكومة سابقاً عبد الإله بنكيران.
ويرى مراقبون أن الثقة المسبقة للأحزاب المتنافسة في النتائج تعطي انطباعاً بأن الرباط وضعت نموذجها الخاص، وتعتبر الانتخابات الأخيرة محطة حاسمة في مسلسل الديمقراطية بالمغرب.